على مر العصور كانت لا تتقدم المجتمعات، وتغدو ذات شأن، وتبني حضارة أمة، وهو يحتقر ويُقلل من شأن فئة معينة، ويهضم حقوقهم؛ فإن العنصرية بعيدًا عن كونها قبيحة، فهي سُم الحضارات وسبب أمراضها. كل الأمم المتقدمة ما كنا لنراها الآن في القمم لولا أنهم حاربوا العنصرية بشتى أنواعها، فلقد عرفوا ذلك بعد أن ذاقوا المُر، عرفوا بأن بلدانهم لن تزدهر وهي تحارب لون بشرة أو جنس أو مذهب، عرفوا أنهم جسدٌ واحد، بنية واحدة، لن يقوى وهو يقاتل نفسه.. فلو عدنا إلى الماضي، وإستذكرنا الخلاف الذي وقع بين المسلمين_ بين ابو بكر وعلي _ الذي على إثره نشأت الشيعة والسنة، ثم إختلف الشيعة فيما بينهم فنشأت الإسماعلية والإثني عشرية وهكذا، بمعنى أن الإختلاف كان سياسيًا، فتحول لديني؛ لذلك توقفوا.. ليس ثمة فروق بين الأعراق والطوائف والألوان، الفروق الوحيدة هو بين ما إن تكون إنسانًا تفكر وتحترم، وبين ما إن تكون العكس، فتكون غبيًا..واعلموا أن الصراع الطويل والتافه بين تلك الإختلافات ليس نابعًا منها تحديدًا، بل نابعٌ من نمط التفكير نحوها، في النهاية يعود لك في كيف تفكر فقط.. فالغباء يتفاقم في المجتمعات التي لا تضع الإنسان وحدةً للتقييم والبناء، ويزداد تفاقمًا في المجتمعات التي لا تنطلق من الإنسان مجردًا من كل شيء، بعيدًا عن نوع المعتقد والجنس وبقية العناصر، لذلك كل التوجهات والآيديولوجيات التي تدفع لمثل هذا التعنصر والإنتهاك وتجاوز الإنسان وحريته، فهي بالطبع لا تستحق ادنى إحترام، فمن الغباء أن تقف مع تيار فقط لأنه يُعادي تيارًا آخر، أو طاغية لأنه يعادي آخر، فالمواقف الإنسانية ليست تحديات إطلاقًا.! بالذات في مجتمعنا اليمني للأسف، ستكتشف أنَّ العامة يُساند أي شيء يدعم تيارهم، حتى لو كان إستغفال وإستغلال المهم أنه تابع لتيارهم..! في نهاية الأمر، الرموز هم المستفيدون، لذلك يا عزيزي لا تحصر نفسك بخيار واحد، أو تيار أو طرف، لا تكابر وتتخلى عن إنسانيتك ابدًا..قف بوجه الظلم، حاذِر أن يكون موقفك مع الظُلم فقط مُعاداةً لفرقةٍ لا تُحبها، كُن مع المضطهدين، مع الحق حتى لو كان عليك.!