لمن يريد أن يتزوج ويودع جحيم العزوبية عليه أن يذهب إلى بنات الريف اللواتي ينطقن كلمة أحبك أوحبك اللواتي لا يعرفن ماذا تعني القُبلة لكنهن يعرفن كلمة حَبة حيثُ الفاتنات اللا مُتحزبات ولا يتابعن المُديلات ولا أخر إصدارٍ للأغنيات اللواتي ينظرن للعاشق بنظرة حُب توازي نظرة كل العاشقات من يتعطرن برائحة المشاقر والفُل ورائحة الكاذي ولا يستمعن للدبكات إذهب إلى هُناك وحط عيناك تحدق لجمالهن ثم دع قلبك يختار لك فتاة جميلة من بين كل الفتيات هن اللواتي لم يدرسن في الجامعات وهن اللواتي لا يحملن الشهادات لكنهن مُتعلمات وهن الطبيبات والمهندسات والمربيات وهن المحاميات من يعالجن جسدك بقُبلة حارة وكثيراً من القُبلات والقُبلات وهن اللواتي يهندسن حياتك ويزرعن فيها كثيراً من الورد والوردات إذهب إلى هُناك حيث يسكن الفاتنات اللواتي لا يقرأن أشعار قيس ونزار ولا يتابعن قصص الحُب والعشق والغرام ولا حتى الأفلام ولا يعرفن نصوص النثر والهمسات ودواوين الشعر ولا حتى الروايات لكنهن اللغة واللغة تنتمي إليهن وهن القصايد ودواوين الشعر والروايات هن اللواتي ما زلن على الفطرة لم يتأثرن بالفكر الغربي الذي غزا عقول بعض الفتيات وجعلهن منفتحات كاشفات لسن مُتحجبات بنت الريف وحدها من تصحوا عند نسائم السحر تشارك العصافير بالغناء ثم تطهوا لك وجبة الطعام فتعود إلى السرير تيقظ حبيبها بهمسة هي من تمتص غضبك بقُبلة تدوايك بضحكة تزرع فيك الإبتسامة برقصة من تبني لك مملكة من العشق وتجعلك أميراً وزعيماً وحاكماً بلحظة بنت الريف هي البنت الوحيدة التي هطلت من الجنة التي هطلت من بين غيوم الله والسُحب في السماء على هيئة قُطرة بنت الريف قلبها ما يزال أبيض كبياض الثلج واللبن وضحكتها نقية كماء زمزم بنات الريف شبيهات حور العين صديقات الزرع والمطر والقطط والعصافير صوت خرير الماء ورائحة الهواء العذب وجمال قوس قزح وصفاء السماء و زُرقة البحر هن اللواتي بالطبخ بارعات هن التُراث والأُغنيات وعزف الوتر ورقصة العود وصوت الكمنجات من يصنعن قطع الحلوى وبنت الصحن وجميع المأكولات هن الغذاء والغذاء هن وهن رائحة كل العطورات هن الجمال وكل الجمال يسرق جمالهُ من هؤلاء الفاتنات وهن الوطن والوطن ينتمي لكل هؤلاء الفتيات .