مايمكنني قوله وبشكل جازم، هو ان الاحزاب السياسية على مستوى اليمن، لم يكن لها في يوم من الايام مكانة محترمة لدى الشعب، وطوال تجربة حرية العمل الحزبي، التي تم الاعلان عنها مع اعلان الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م، لم يكونوا الناس يؤمنون بجدوى هذه الأحزاب، بدليل ضعف المشاركة السياسية طوال سنوات الوحدة الاندماجية، اذ كانت هذه الاحزاب منذ ولادتها ضعيفة وهشة، وبعيدة كل البعد عن قضايا الشارع والمواطنين، وظلت عاجزة عن ممارسة أي دور مجتمعي، من خلال تبني قضايا المواطنين والدفاع عنها، بل هي عاجزة حتى عن الدفاع عن أعضائها، ولم تكن في يوم من الأيام غير شكل مؤسسي يخدم النخبة، المتمثلة في المسيطرين على اطرها القيادية، مع غياب الممارسة الديمقراطية داخل هذه الاحزاب، وكانت على الدوام رديف للحزب الحاكم ونظامه السياسي، الأمر الذي جعلها بعيدة عن قضايا المواطنين بقدر قربها من الحزب الحاكم. في حضرموت كان ولايزال الأمر أكثر سؤ، فالى جانب ماتتسم به هذه الأحزاب من ضعف وهشاشة على المستوى العام، فانها كفروع تابعة وخاضعة لأوامر وتوجيهات قياداتها المركزية، كانت أكثر بعدا عن قضايا الناس، بل انها ظلت غائبة تماما عن تسجيل أي موقف وأراضي، ضايا المواطنين مهما صغر هذا الموقف، بسبب الصفة العامة من الضعف لمراكز الاحزاب، وأضيف اليها خضوع قيادات الفروع وانقيادها لتلك المراكز الخاضعة للحزب الحاكم، ماجعل من هذه الفروع مجرد موظفين في خدمة مصالح ورغبات المتنفذين المسيطرين على قيادات الأحزاب في صنعاء. وظل حضور فروع الأحزاب في حضرموت محصورا في اصدار البيانات، والسعي خلف السلطات للحصول على المغانم، سواء في الوظائف لهم ولأبنائهم وأقاربهم، والفوز بما تمكنوا منه من أموال وأراضي، لأنها فاقدة لأي دور مجتمعي، وهاهي اليوم وفي ظل معاناة اهل حضرموت، وأزماتهم المتزايدة أفقيا وعموديا لم نسمع أي صوت حزبي، يستنكر تقاعس الحكومة وتخليها عن مسؤلياتها الدستورية والوطنية تجاه مواطني حضرموت، ولم تنتقد تقصير السلطات المحلية، وعدم سعيها الجاد لتحقيق مطالب المواطنين في توفير الخدمات، والبنية التحتية لاحداث نهضة حقيقية وتوفير العيش الكريم لهم. في الختام، اكرر عدم ايماني بجدوى الاحزاب والعمل الحزبي في حضرموت خاصة، كونها لم تقدم مايجعلني أو يجعل غيري من المواطنين يغيرون قناعتهم هذه، وبالتالي يحق لنا أن نقول أي مؤسسة تنظيمية لا تعبر عن شعبها ولا تتفاعل مع قضاياه فهي غير جديرة بالبقاء.