كلمة الرئيس هادي اليوم أظهرت صلابة موقفه فيما يتعلق بإتفاق الرياض، وهو الأمر الذي يضع طرفي أحداث أغسطس في نفس الحالة من الإرتباك. وفي حين يمكن فهم موقف الشخصيات الحكومية والإنتقالية المشاركة في تلك الأحداث بشكل مباشر والتي تم إستبعادها من المشاورات ، يزداد الأمر تعقيدا" بالنسبة لوفد المجلس الإنتقالي الجنوبي المتواجد في الرياض منذ فترة ليست بالقصيرة. فذات الوفد كان قد وقع على تلك الصيغة من إتفاق الرياض التي تمسك بها الرئيس هادي في كلمته ، وتلكؤ وفد الإنتقالي في إظهار قبوله بما طرحه الرئيس هادي اليوم يظهر أملا" لم يتحقق عززه التحالف لدى المجلس الإنتقالي الجنوبي بتعديلات في الإتفاق السابق، عدا عن أنه يؤكد عدم إستقلالية قراره. وبالرغم مما قد يبدو مأزقا" حاليا" للمجلس الإنتقالي الجنوبي ،ظهر بترحيبه السريع لدعوة التحالف وقف إطلاق النار في أبين للتخلص من الضغط الواقع عليه في الأشهر الأخيرة بعد أن تضاءلت رقعة حضوره العسكري في زنجباروعدن فقط وما يتم من إستنزاف متواصل لها. وكذا ما دفعه له التحالف مؤخرا" بتقديمه كغطاء شكلي لسيطرة التحالف الفعلية على جزيرة سقطرى. بالرغم من كل ذلك فمازال القبول بما يطرحه هادي فرصة للبقاء مع دفع الضريبة الطبيعية لعدم الإستفادة من الفرصة التي أتيحت منذ تأسيس المجلس ، والمبالغة بالركون على الحضور الإماراتي الذي أعجزه عن صنع مسارات ذاتية ومستقلة له في مختلف الملفات، والتي آخر نتائجها فشل الإدارة الذاتية المعلنة في عدن. يجدر بالمجلس الإنتقالي أن يكون قد استخلص رؤيته الخاصة لتجربته منذ ثلاثة أعوام ،ولن يتطلب الأمر الكثير من التفكير لمكون يحتاج في هذه المرحلة إثبات عدم تبعيته ، وحيث البديل فقط هو إستمراره كمجرد غطاء ومستخدم يتماثل فيه مع من ظل يوجه الإتهامات لهم.. مع كل ما سيعنيه هذا من إستمرار الإنكشاف له والإستهلاك للقضية الجنوبية.