قلب صفحات التاريخ، لا تنقب عن محاسن اليمانيين، لأنها تتسيد كل الصفحات، فاليمنيون ملوك العرب، وهم من انتزع التيجان من كسرى، وقيصر، اليمنيون ملوك العرب، وأقيالهم، وتبابعتهم، وهم من نشر ثقافتهم على ربوع المعمورة، اليمنيون حصونهم في بلاد الأندلس، وأفريقيا، وأقاصي الصين، والهند وعلى أرض فارس، ولهم في الكعبة ركن باسمهم، حتى السماء لهم فيها السهيل اليماني، وهم قادة الجيوش الفاتحة، وهم من نشر الإسلام بأخلاقهم، وحُسن معاملتهم، هم تجار الأرض، فالسيف ينسب إليهم، ولهم ميناء مشهور اشتهر بشهرة بُنِّهم الأصيل، بُن المخا، ذكرهم مسطر في القرآن، والسنة، والتاريخ بدونهم مجرد أوراق. يا سائلي عن اليمانيين، لا تسأل عن بلادهم، فالله قد ذكرها في القرآن، فقال: (بلدة طيبة، ورب غفور)، وقال: (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين، وشمال)، ولا تسألني عن قوتهم، وصلابتهم فقد قالوا عن أنفسهم كما ذُكِرَ ذلك في القرآن الكريم: (نحن أولو قوة وأولو بأس شديد)، وهم رأس كل سيادة فأمير الشعراء في الجاهلية منهم ألم تسمع عن امرئ القيس بن حجر الكندي؟ وهم أهل الحضارة، ألم تسمع عن سد مأرب، وعرش بلقيس؟ اليمانيون فرسان، وقادة، وتجار، وشعراء، اليمانيون هم الرأس لكل محمدة، فهم أصل العرب، وملوك العرب، وفرسان العرب، وأئمة، وقضاة العرب، اليمن هي المدد، وهي الملجأ، والأمان عند اشتداد الفتن، اليمن منجم كبير للرجال، والفرسان، والصناديد، وهي ساعد الإسلام، وقوته، ومدده، فهم من دخل في الإسلام أفواجاً، وبدون سيف، اليمنيون هم أهل الحكمة والإيمان، فالإيمان يمان، والحكمة يمانية. هذا شأننا منذ قديم الزمان، فالتاج لنا، والسيف لنا، ونحن أرباب الفصاحة والأدب، ألم تسمع في عصرنا الحديث عن البردوني، وأمان، والمقالح، وغيرهم؟ اليمنيون حفروا الصخر، وبنوا عروشهم وسط الصحراء، فكانت المدن، والحضارة، ألم تسمع عن عرش بلقيس؟ ألم تسمع عن صهاريج الطويلة؟ اليمنيون هم بناة القلاع، ألم تسمع عن قلعة صيرة، والقاهرة، وقلعة رداع؟ اليمنيون هم أهل المدن ألم تسمع عن إرم ذات العماد؟ ألم تسمع عن ناطحات السحاب في شبام حضرموت؟ اليمن هي بلدة العلماء كالصنعاني، والشوكاني، وغيرهما. هي بلدة حباها الله بطبيعة خلابة، وتضاريس جميلة، ففيها البحر، والسهل، والجبل، والصحراء، وتتسيد على أطول شريط ساحلي على بحر العرب، ولها سواحل جميلة، وشاسعة على البحر الأحمر، وجزرها من أروع الجزر، ألم تسمع عن جزيرة سقطرى مطمع العالم كله، وجزر كثيرة لا تعد، ولا تحصى، وتسيطر على أهم منفذ بحري يربط العالم وهو باب المندب، وصدق القائل عندما قال: لم نشأ نحن، ولكن ربنا شاء أن نحيا ملوك العرب.