عادة ما يرثن هذه المهنة الصعبة عن امهاتهن, تخرج كل واحدة منهن الى عملها في الصباح الباكر فلا تعود الا بعد غروب الشمس ,فصول متعددة من المأساة يمرن بها يوميا, دون كلل او ملل, ومنهن من يعملن منذ ما يزيد عن 30 عاما في البحر. طوال عدة سنوات, كان للنساء في القرية الساحلية "رأس العارة" ,مديرية المضاربة بمحافظة لحج, دور كبير في إعالة أسرهن وتنمية مجتمعهن الصغير من خلال البحر بالذات, احترفن الغوص, وأعتدن على حبس أنفاسهن من أجل التقاط غذائهن منه. تعرف النساء هناك بإسم (الصيادات) ,لكن بالرغم من كل التقاليد وعمل الالاف منهن سابقا في البحر ,بات الأمر حاليا يقتصر على بضع مئات معظمهن من اللواتي يتجاوزن الأربعين. يرتدين بدلات الغطس المطاطية ونظارات السباحة والزعانف ويحملن السكاكين,, كنوز البحر.. لم نلاحظ انعكاسها على حالات النساء الصيادات المنتشرات في البحر في فصل قاس ,,وعلى الرغم من أن القسوة لم تمنعهن من النزول والصعود دون كلل او ملل ,يرسمن في كل صباح زوايا قائمة وسرعان ما تنفرج بانفراج املهن بالعثور على مبتغاهن. " امرأة البحر" امرأة تبلغ من العمر خمسين عاما, فقد بدأت مهنتها في البحر منذ كانت بعمر العشر سنوات مع والدتها ,لم يكن نوعا من التقاليد العائلية , بل كان نوعا من مصدرهن للحياة.. تقول: "امي كانت امرأة بحر كنت أراها تعاني الكثير في العمل, لم تكن تتمنى بيوم من الأيام أن أكون مثلها, لكن لم يكن هناك من مفر, فما إن بلغت العاشرة حتى بدأت الغوص من اجل مساعدتها. ينتهي نهارهن على امل أن يكون الغد أفضل, ولكن بوجوه متعبه واياد أدمتها ملوحة البحر, وتهميش السلطات المعنية لهن في معاناتهم وزرع اليأس شيئا فشيئا,, ويعودن نهاية النهار بما قسم الله لهن لهذا اليوم