بقلم: عبدالله فيصل باصريح لقد أصبح وباء كورونا قرصه في إذن دول النفط، فقد أصبحنا نقيم به الماضي ونراقب به الحاضر ونرسم به المستقبل، وبعد أن أصبحت دول النفط، تتعامل مع مخزونها النفطي وكأنه ماء أصبح من الواجب علينا أن نسترجع الماضي ونقارنه بالحاضر ونسعى لتغييره في المستقبل، فالنفط لم يعد كما عهدناه ذهباً أسوداً، بل زالت عنه صفه الذهب ولم يبقى إلا السواد الذي يجسد ماضينا الفاشل ويكشف مستقبلنا المظلم، إن نحن استمررنا على النهج الذي ننتهجه. لقد أخفقت دولتنا طوال الفترة السابقة باستثمار العقول أو المواطنين، والمقصود باستثمار العقول هو تعليمهم بشكل صحيح وتعيينهم في الأماكن المناسبة لهم، كل حسب تخصصه، لكن نجد اليوم تخمه في الايادي العاملة، وليس عليها أي طلب بسوق العمل؛ والسبب في ذلك تدريس المواطنين في الجامعات والمعاهد بشكل عشوائي وغير مبني على خطة مرسومة حسب متطلبات الجهات الحكومية، فلجأت الحكومة إلى إقاف التوظيف وكأنها أعلنت الإستغناء عن الشعب، فتحولت عقلية الشعب إلى عقلية محارب، لا يستطيع إدارة أبسط مؤسسة؛ لأن العقلية إدارة معارك لا غير، فالكثيرين أصبحوا يفكروا كيف يملو جيوبهم من المال العام، وشراء السلاح لحماية أنفسهم من أعدائهم، لأنه اعتاد أن يفكر ببندقيته لا بعقله، فقد اعتاد أن يقاتل لأجل مجده الشخصي لا لأجل مجد الوطن. لو أردنا خير مثال في هذا السياق، علينا أن ننظر إلى دولة الإمارات ودولة نيجيريا على سبيل المثال، في البداية قد يقول البعض أن المقارنة غير عادلة، وعلى العكس تماماً لونظرنا من ناحية أمتلاك النفط للدول، نيجيريا هي أكبر دولة أفريقية مصدرة للنفط، وتمتلك أكبر بحيرة نفط في العالم، لكن شتان بين نيجيرياوالإمارات، فالشعب النيجيري يموت جوعاً وهو يمشي فوق النفط، لكن دولة الإمارات التي أستغلت العنصر البشري قبل السائل الأسود، الآن تعيش فوق ناطحات السحاب، تصدر ثلاثة مليون برميل من النفط يومياً، لكنها لم تهمل الجوانب الأخرى، ولم تنهظ على عمود النفط فقط. وبعيداً عن النفط اليابان لا تمتلك نفط، لكنها تمتلك عقولاً تخلق لها المال.