حول مسئولون في مكافحة الإرهاب أذهانهم على رأس صانع القنابل في تنظيم القاعدة في بلاد اليمن حيث تم تحديد هوية الشخص كشخصية مركزية من بين ما لا يقل عن ثلاث شخصيات والذي يعتبر من أخطر التهديدات على الولاياتالمتحدة والتي قد تشمل تهديدات للمواطنين الأمريكيين أو أهداف أمريكية. وقال مسئولون في مكافحة الإرهاب الدولي في الولاياتالمتحدة ان إبراهيم حسن العسيري صانع المتفجرات يشكل تهديدا وهو ما قد يراه الكثير اقل ضررا من التهديد الذي يشكله الداعية أنور العولقي والذي قتل على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لكن وفي الواقع فان التهديد الذي يشكله العسيري هو الأكثر فتكا.
العسيري هو أحد كبار نشطاء القاعدة والذي يعتبر احد المستهدفين من قبل وكالة المخابرات المركزية السي اي ايه ببرنامجها الجديد في اليمن طائرة بدون طيار كان والتي استهدفت في وقت سابق الأميركي المولد, صاحب الشخصية الجذابة في 30 سبتمبر والذي كان يعتبر واجهة التنظيم في اليمن حسبما ذكر ذلك مسئولون .
مع موت العولقي تحول انتباه قوى مكافحة الإرهاب إلى التهديدات المماثلة الأخرى والمتمثلة في العسيري والسيد ناصر الوحيشي , سكرتير أسامة بن لادن السابق في أفغانستان والذي يترأس فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
وقد شارك السيد العسيري في جميع المؤامرات الرئيسية في العامين الماضيين حيث يشير بذلك مسئولون أمريكيون بما في ذلك محاولة اغتيال لأمير سعودي أبان عام 2009 والمحاولة الفاشلة في نفس العام لطائرة وبعد ها طائرة الشحن الأمريكية عام 2010.
مسئولون أمريكيون يسعون في التحقيق في محاولات العسيري الدائمة في استكشاف خطوط الطيران الأمريكي إضافة إلى بعض الأهداف المحلية الأخرى على شبكة الانترنت والبحث في التدابير الأمنية وابتكار الوسائل لمراوغتها والالتفاف حولها. وفي الوقت نفسه أحجم المسئولون عن التفاصيل حول التهديدات الجديدة والتي أشارت أنها لازلت في مراحلها المبكرة .
ويقول كبار رجالات مكافحة الإرهاب من أن السيد العسيري ظل يعمل على وضع آليات لنشر المتفجرات خلسة فضلا عن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ويقال انه يلعب دورا رئيسيا في وضع خطط لنشر بما يسمى قنابل البطن حيث يتم زرعها جراحيا في بطن الانتحاري . ويضيف احد المسئولين " انه يشكل خطرا أكبر مما كان يشكله العولقي" ويضيف " انه ذو خيال ساحر"
وفي الأيام التي تلت حادثة اغتيال العولقي في 30 سبتمبر كان المسئولون الأمريكيون غير متأكدين يقينا بوجود العسيري في السيارة التي تم استهدافها حيث تم التعرف على هوية واحدة فقط من بين الركاب الأربعة وهو العولقي حيث يقولون من أنهم يعتقدون ان السيد العسيري لم يكن في السيارة ومازال طليقا .
ويقول ريتشارد باريت منسق فريق الأممالمتحدة لمراقبة تنظيم القاعدة طالبان " لم يكتب لأي من ضربات 2009و 2010 النجاح في إصابة أهدافها وفي المقابل يقول مسئولوا مكافحة الإرهاب ان العسيري يشكل مصدر قلق كبير وذلك لان القنابل التي قام بتصميمها قد كتب لها النجاح في عدم كشفها , حيث ان الحوادث الثلاث قد أثبتت ان علامته الخاصة في صناعة المتفجرات بمقدورها إحباط الأجهزة المضادة في الوقت الحالي في المكان" ويضيف" أنا أعتقد من أن المسئولين في تنظيم القاعدة في اليمن قد كشفت عن هذه الخطط والتقنيات لجماعات إرهابية أخرى".
ويعتقد أحد المواطنين السعوديين 29 عاما , ان السيد العسيري ماهر في فنون الدفاع عن النفس كما أنه درس الكيمياء في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية وهناك بدأ ببناء معارفه الفنية حول المتفجرات , ويقول ايغال كارمون رئيس معهد الشرق الأوسط للأبحاث في وسائل الإعلام " لقبه أبو صلاح وهو ما يعني "النجاح" في المعنى الإسلامي .
وكما يبدوا فان العسيري تحول نحو الإسلام المتطرف عندما كان في سن المراهقة وذلك بعد وفاة أخ له يكبره سنا في حادث سيارة عام 2000 تقريبا , وكما جاء في مقابلة لوالدة السيد العسيري واحد إخوته مع صحيفة سعودية حيث أشاروا أن بداية انتهاجه لهذا الفكر المتطرف كان بسبب الدعاية المتطرفة إضافة إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والذي حفزه لاعتناق هذا الفكر.
وتقول بعض المصادر في مكافحة الإرهاب من ان العسيري تم القبض عليه في العام 2005 من قبل السلطات السعودية بينما كان في طريقه إلى العراق للانضمام إلى القاعدة هناك , وقد سجن لمدة تسعة أشهر وبعد إطلاق سراحه قضى أربعة أشهر مع عائلته ثم أختفي في اليمن عام 2006 ووفقا للأنباء السعودية فقد كان على اتصال مع المتطرفين المحليين في اليمن وغيرهم من المتعاطفين مع تنظيم القاعدة الذين يغادرون المملكة العربية السعودية.
يقول مسؤول مكافحة الإرهاب في الولاياتالمتحدة " بعض من يعتنق هذا الفكر وآخرين ذهبوا إلى اليمن وذلك لأنه كان يمثل لهم الملاذ الأمن في نهاية المطاف" ويضيف" كلا الوالدان يدينان مسار ولدهم الجهادي.
ويقول مسؤول أخر في مكافحة الإرهاب بحلول عام 2007 أصبح العسيري على وصال وثيق مع أعضاء تنظيم القاعدة والذي تم تدريسه على صنع المتفجرات حيث أصبح لاحقا أحد كبار مدربي تنظيم القاعدة في كيفية صناعة المتفجرات وفنون الدفاع عن النفس. بواسطة سيوبهان جورمان من ((ذا وول ستريت جورنال)) ترجمة خاصة ل"عدن الغد" :قدمها عادل الحسني [email protected]