حينما ينشر موضوع معين أو قضية بذاتها , تلاحظ لكل منا وجهة نظره أو رأيه أو انطباعه عن ذلك الموضوع المطروح أو تلك القضية أو المسألة التي تناقش ، ولما كانت الظروف التي يعيشها البشر وبيئاتهم ومستوى وعيهم وثقافتهم وتجاربهم في الحياة مختلفة، بالإضافة إلى اختلافهم في العمر والخبرة في الحياة واختلاف الأمزجة والنفسيات، كان من الطبيعي تبعاً لذلك الاختلاف، أن يكون لكل منا وجهة نظر أو رأي خاص به، قد يتطابق ويتفق مع الآخرين، أو قد يختلف معهم، بغض النظر عن صحة هذا الرأي أو عدم صحته. إن مسألة أن يكون لكل منا وجهة نظره أو رأيه في حقيقة الأمر مسألة مهمة ودقيقة جداً ، ولابد منها في كل نقاش وحوار، أما أن يكون الإنسان على الحياد دون أي رأي يذكر، فإنها حالة سلبية تماماً وتدل على ضعف شخصية الفرد، بحيث أنه لا يستطيع أن يكّون لنفسه رأياً خاصاً يعبر به عما يختلج في أعماق نفسه وما يختزن في عقله من أفكار وآراء وخبرة. إن إيماني المطلق بان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية دفعني الى الكتابة عن شخصية يمنية جنوبية كان لها دور كبير في التاريخ السياسي اليمني الجنوبي , هذه الشخصية ربما يختلف معي البعض حولها , وربما يتفق البعض الآخر معي لكنني على العموم من هذه الزاوية أسجل رأي .
يقال رب صدفة خير من ألف ميعاد وهذا ما حصل معي عندما التقيته في مكتبه بمحافظة عدن .... لم يكن يدور بتفكيري أن التقيه في يوم من الأيام وذلك لكثرة انشغالاته أولا , وثانيا كوني لست ممن لهم علاقة بالسياسية لا من قريب أو بعيد على اعتبار أن الرجل سياسي بامتياز ولم أمتهن مهنة البحث عن المتاعب أو كما يقال لها السلطة الرابعة , فتخصصي العلمي لا يمت بصلة لمهنة الصحافة والاهم من هذا كله هو إنني لست متحزباً إلا للجنوب أولاً وتحت لوائه أعيش .
حين رايته أمامي عادت بي الذاكرة إلى سنوات خلت ..... سنوات اعتبرها شخصيا من أجمل السنوات في تاريخ اليمن الجنوبي ... ...حين قابلته تذكرت كيف كانت محافظة ابين قبل ان يتم تعيينه محافظ لها وكيف صارت بعد أن تولى قيادة دفة سفينة هذه المحافظة ... تذكرت ساحة الشهداء وما أدراكم ما ساحة الشهداء بابين وكيف حول هذه الساحة إلى مدينة ترفيهية أصبحت مزاراً لكل أبناء المحافظات الجنوبية .....
تذكرت ملعب الشهداء بابين وكيف تم تشييده وبناءة بسواعد أبناء هذه المحافظة وأصبح من أجمل الملاعب الرياضية في اليمن الجنوبي آنذاك . تذكرت منشآت ومباني كلية التربية العليا بزنجبار عاصمة محافظة أبين .
عندما تتحدث إليه تود أن تستمع إليه طيلة فترة جلوسك معه فكلامه لا يُمل , وتتمنى كذلك أن يُطيل هذا الحديث لان الرجل موسوعة سياسية يمنية بامتياز .0 رايته يلزم مراعاة عدم الاستخفاف بآراء الآخرين وأفكارهم أو الاستهزاء بهم مهما كانت أفكارهم خاطئة أو ساذجة، كما يفعل ذلك البعض، خصوصاً إذا كان الطرف الأقوى والأصح في النقاش على مقدار من الثقافة والدراية والمنصب السياسي .
حينما تقابله يحييك بكل احترام وتقدير جم بحيث لا يشعرك بان هناك فرق بينكما .يناقش ويتناقش وينصت بكل اهتمام دون ضجر أو ملل وعندما تتكلم لا يقاطعك ويترك عنان الحديث لك حتى تنتهي ثم يعقب ويرد بكل أدب ولطف .
يتقبل النقد برحابة صدر دون انزعاج أو حتى تغيير في ملامح وجه وعندما يرد على هذا النقد لا يتعسف في عباراته ويغلظ في أقواله لان الرجل لديه من التواضع واحترام الآخرين أيما كانوا وهذا ما حصل معي عندما انتقدته في موضوع معين نسب إليه .
وأخيرا أقول ... لقد قلت ما أسلفت من وحي لقائي بهذا الشخص الجنوبي والقيادي البارز وهو رأي شخصي لي ربما يعتقد البعض إني مخطئ والبعض الأخر يعتبرني مصيب فأي كان الاختلاف فانه لا يفسد للود قضية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته