نعرف جيداً أن "لا تيأس أبداً" عبارة جوفاء لا روح فيها لا يرددها سوى اليائسين أو الذين لم يتعرضوا لمخاطر وإخفاقات في حياتهم فقط! وكذلك "انظر إلى الغد بابتسامة أمل مشرقة" عبارة أخرى من عبارات المتشدقين بالكلمات، الكل يقولها عندما يخرج من أزماته، أما في ظل الأزمة فتجده مكتئباً يائساً، أما وقد منَّ الله عز وجل عليه وأخرجه مما كان فيه أصبح يردد "لا تيأس" ، "إياك والقنوط" ، "لا تترك نفسك تسير عبر أغوار الفشل واليأس" إلى غير ذلك من عبارات لا روح فيها ولا حياة يتم ترديدها كالببغاء . ونعرف أيضاً أن اليأس يقتل الرجال ويهزم الأبطال ويحطم الآمال فالحياة قاسية لأغلب الناس مليئة بالمطبات، والحفر، والعقبات، والإرهاصات، والدسائس، والمؤامرات، والمكائد، كل ذلك ساعد في استفحال اليأس لدى الجميع، لذا فمن الواجب إزاحة السواتر الباعثة على الفشل وعقبات التقدم نحو الأفضل، لا أعرف كيف ولكن أفهم أنه بمقدور كل إنسان تحقيق هذا بالعزيمة والصبر..! لكن حين تطول المطية "الصبر" وتتحول تلك المطية إلى صهوة جواد متوحش تكبوا بالجميع..! تعالوا نناظر وطنٌ ناوحت فيه النكباء الشمالا، الجميع في تقلبهم أسرع من نكاح أم خارجة، بيعت المبادئ، قُدمت التنازلات من الجميع، والجميع على استعاد أن يكون نخّاساً "القائد، والأمين، والمسؤل، والمؤتمن، التاجر، والمتطبب". غلاء الأسعار في تضخم ، الحرب لم تضع أوزارها والحلول بدأت تتلاشى، والحقوق غائبة، والحياة فقدت طبيعتها مرحبةً باليأس، ضحت بكبش الأمل لمقدمه، يساعدها بذلك "كورونا" و"حر الشمس" ليقتلي المواطن، والجندي، والمقاوم، بنار العوز والحرمان ممتطياً اليأس بكل حالاته، أحدهم يجابه عدواً يتربص بالوطن، والآخر يجابه عدواً يتربص بالعزائم ليثنيها "اليأس" ومن هنا ندرك جيداً معنى أن اليأس يقتل الرجال ويهزم الأبطال ويحطم الآمال! إن تقويض الجبهة الداخلية أشد خطراً، فحين يستفحل اليأس، والفقر، والعوز، والحاجة بين أوساط المواطنين يسهل استقطابهم واستخدامهم فيما يقلق السكينة العامة ويقوض الجبهة الداخلية وإرباك الموقف. على الجميع أن يدرك أن من يدفع باليأس، ومن يعمل على زرعه فينا من خلال أوراق عديدة أهمها ورقة الخدمات وارتفاع الأسعار و و و و .. هو بالنسبة للجميع عدوا وغايته فتح جبهة داخلية فقط لا غير . وما أمر عدن عنكم ببعيد؟ لذلك على الجهات المعنية تداركها في أغصانها ورق ، والعمل على تأمين الجبهة الداخلية، وحين نقول تأمين الجبهة الداخلية ندرك ماذا تعني وما يتطلب لتأمينها لأن جبتهك هذه المرة مختلفة تماماً وستكون مع المواطن على وجه الخصوص! نعم المواطن وليس غيره.