تعتمد الشعوب في جميع قواعدها على السلام الأبدي الذي يسودها ويحمي بُنيتها التحتية ويُأمن لها حدودها الخارجية حتى تُتيح لها التنمية والتطور والتقدم بين الأمم ، لهذا فإن دساتير وقوانين وشروع ومقاييس وحياة الشعوب مبنيه كلها على نمط السلام ولن يتحقق لها هذا إلا بتوخيها الفتن في مابينها والنجاة منها على متن سفينة السلام. يستحيل أن ننهض وأن نقدم على الأقل لأنفسنا نهضة نفتخر بها بين الشعوب ما دمنا متقاعسين عن النهوض ومتوجهين في مياديننا إلى العنف في كل شي وعلى كل شي ، الميادين التي لأبد أن نحكّم فيها العقل خضنا فيها المعارك الطاحنة التي بعد كل معركة لا نخرج منها بشيء ، الميادين الساسية والاقتصادية والصحية والعلمية والعملية بل والاجتماعية التي يشاهدها الصغير قبل الكبير على السوشال ميديا ونحن امام العالم بأكمله نتشاجر على صورة فوتشوب أو خبر كاذب أو مقال ساخر أو قرار غير موفق أو خطأ لايستحق ، إلى غيرها مما يمنعنا عن النهوض. إن ما نطمح إليه ونصر على الحصول عليه نهضة تبدد تلك المخاوف المغروسة في اعماقنا ، نهضة تنقلنا نقله من الشعب الفقير إلى الشعب الذي يعول نفسه بنفسه ، نهضة نمضي بها إلى الامام ونُتوج ونُكرّم بها على روس الاشهاد ، نهضة نسود بها بلادنا بانفسنا دون مد يد العون من أحد ،نهضة بها نخلّف خلفنا الحروب والدمار والضجيج السياسي وصراخ وطمع الشعوب من حولنا ، نهضة تضع بلاد في مقدمة البلدان ، نهضة نترك بها التحزبات والخلافات السياسية ونقف كلنا في صف وتحت راية السلام.