من مصلحة قضيتنا الجنوبية أن نظهر خارجيا وبصورة مستمرة في تفاوض متحد أمام الحكومة اليمنية التي صالت وجالت في اللعب بالقرار السياسي ضد قضيتنا السياسية وخدمات شعبنا ، مستغلة أن العالم معترف بشرعيتها ، ففي فرصة التفاوض كان الظهور الحقيقي لنضال شعبنا الجنوبي وأهدافه التحررية ووضعها بمطالبها الحقيقية على مائدة المجتمع الإقليمي والدولي ، يكذب من يقول بغير ذلك ، لحيث وأن تلك المطالب الجنوبية الحقيقية محفوظة في ادبيات وأهداف المجلس الانتقالي الجنوبي ولن يكون تشكيل حكومة المناصفة في اتفاق الرياض 2 سببا في التخلي عن تلك المطالب أو التنازل عن رفرفة العلم الجنوبي من على مقرات الانتقالي أو من على الإدارات والمؤسسات الحكومية في المحافظات الجنوبية ، على الانتقالي أن يستمر في تفاوضه الشرس خارجيا ففيه سيكون المزيد من إظهار قضيتنا خارجيا وكسب أصدقاء إقليميين ودوليين جدد معهم ترتبط مصالحنا بمصالحهم ، لهذا يجب أن لا تترك طاولة القرار السياسي اليمني للإرهابيين وقطاع الطرق والفاسدين والحاقدين يعبثون بنا فيه كيفما يشاؤون ، يجب أن ننتزع من حلوقهم حق المشاركة فيه لنحافظ على ماتحقق لنا من انتصارات سياسية وعسكرية جنوبية ، وبه نردع سلوكياتهم اللإنسانية واللأخلاقية التي طالت عامة الناس بتعطيل خدماتهم والتي طالت أيضا المتقاعدين العسكريين والمدنيين الجنوبيين وغير المتقاعدين من خلال إيقاف رواتبهم ومعاشاتهم المستحقة . الأهم أن ترافق استمرار الانتقالي في تفاوضه الخارجي وتتزامن معه همة الثبات على الأراضي الجنوبية ، وهمة الثبات هنا لاتقتصر على قيادة وأفراد قواتنا المسلحة الجنوبية لوحدها فقط المرابطين في بطولات العزة والشرف وأن كانت هي الأساس ، بل يجب أن تكون الهمة رجولية شاملة خدمة الجنوب وشعبه في الثبات على أراضيه والدفاع عنه في جميع الجوانب وكلا من المكان الذي يتواجد فيه ، همة من عامة الجنوبين المنطلقة من ثباتهم على مبدأ الاستمرار في النضال حتى استعادة دولتنا الجنوبية ، همة رؤساء وقيادات وأعضاء مجالس الانتقالي الجنوبي في المحافظات والمديريات والمراكز ، همة من داخل حكومة المناصفة نفسها بين الشمال والجنوب وزراء أو محافظين أو مدراء أو موظفين عاديين ، كما يجب أن تكون همة الثبات على أرض الجنوب عسكرية وسياسية وخدمية . لماذا الخوف من الاستمرار في التفاوض الخارجي ومنه سيكون المنطلق للاعتراف بثباتنا على الأرض واستعادة دولتنا ؟ لماذا الخوف من الدخول في حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب التي وفي نهاية مطافها سيؤول الاعتراف بشرعيتها للطرف المسيطر على الأرض ؟ وكما هو واضح وضوح الشمس سيطرة الحوثيين على كل الشمال . نجاح الانتقالي في استمراره التفاوض خارجيا وفي تعزيز قوته داخل حكومة المناصفة سيكون ذلك بملازمته همة استمرار الثبات على الأراضي الجنوبية عسكريا وسياسيا واقتصاديا من مختلف شرائح المجتمع الجنوبي ودعمهما له .