المشاورات، انتهت بعد أن تم الإعلان عن مسودة اتفاق الرياض2. ثم بدأت بعدها مرحلة التنفيذ، بمبادرة أولى من طرف الشرعية، بإصدارها قرار تعيين حامد لملس، محافظاً لعدن، والحامدي مدير أمنها. وهما الشخصان اللذان قدمهما الانتقالي، من طرفه. فعن أي تعليق للمشاورات، يتحدث الانتقالي، إذن؟! صراحة أن لا أفهم هذا.. القطيع قبل الأمر بحفاوة منقطعة النظير، دونما مناقشة أو تساؤلات. كما عادته دائماً في كل خطوة يقدم عليها الانتقالي. هناك حقيقة صارخة، مفادها، أن ليس لدى المجلس الانتقالي أي نية لتنفيذ اتفاق الرياض، لا واحد ولا اثنين، ولا حتى الألف. الانتقالي، ليس مستعداً لتقديم أي بادرة تنازل، مقابل ما قدمته الشرعية، لإنجاح الاتفاق وإنهاء حالة الاحتقان والأحتراب، التي تجري بين الطرفيين منذ ما يزيد عن عام. لنعود للوراء قليلاً، لنكتشف الحقيقة مرة أخرى: دربت للانتقالي ألوية عسكرية قوامها عشرات الآلاف من الجنود، وزود بالسلاح الثقيل والخفيف والمتوسط، جيئه بالدبابات والمدرعات على مختلف أنواعها وأشكالها، بنيت له المعسكرات. هل لأن يصبح جزءاً من الدولة، أو للانطواء تحت إطارها، ودعم مؤسساتها. أم لكي يغدو كياناً منفصلاً مناوئاً لها؟! هذا المجلس أنشئ لمهمة تبقية كياناً موازياً للدولة، جسماً آخر منفصل عنها تماماً. تلك هي المسألة. بلا تنقيب عبثي لأسباب أخرى لا أساس لوجودها. ع المستوى الشخصي، أدركت ذلك مبكراً، وتحدثت عن هذا، بعد الإعلان عن اتفاق الرياض1. قبل حوالي زهاء سنة من الآن، يزيد قليلاً... قلت حينها: الانتقالي أنشئ لمهمة أخرى، لا دخل لها بالدولة ومؤسساتها. لمهمة تجعل منه ظل دولة. الخ...