جددت الحكومة اليمنية استياءها من توقف عمل البعثة الأممية الخاصة بدعم اتفاق الحديدة «أونمها» منذ أشهر، وعدّت بقاءها «غير مجدٍ»، خصوصاً مع التصعيد الحوثي المستمر للأعمال العسكرية وخروق وقف إطلاق النار التي بلغت أكثر من سبعة آلاف. وذكرت مصادر رسمية يمنية أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال محمد الحضرمي، بعث، أول من أمس، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حول تقويض ميليشيا الحوثي الانقلابية عمل بعثة الأممالمتحدة لدعم اتفاق الحديدة وارتكاب العديد من الخروقات التي تهدد وقف إطلاق النار. وأشارت الخارجية اليمنية في رسالتها التي بثتها وكالة «سبأ» إلى أن البعثة الأممية أصبحت غير قادرة على تنفيذ ولايتها، بعد مضي أكثر من عام ونصف على إنشائها بموجب قرار مجلس الأمن 2452 لعام 2019. وقالت إنه «نتيجة لاستمرار تعنت الميليشيات الحوثية في تنفيذ مقتضيات الاتفاق وتقويض عمل البعثة الأممية وتقييد حريتها وحركتها، أصبحت البعثة غير قادرة على تنفيذ ولايتها، فلم تتمكن حتى من التحقيق أو كشف المتورطين باستهداف ضابط الارتباط الحكومي العقيد محمد الصليحي الذي استهدفته قناصة ميليشيات الحوثي في مارس (آذار) الماضي، والذي يفترض أن يحظى بحماية ومسؤولية البعثة». وأوضحت الرسالة أنه «تم تعليق مشاركة الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار نتيجة لتلك الممارسات وحفاظاً على حياة ضباط الارتباط، وللمطالبة بالتحقيق الشفاف والشامل وكشف المسؤولين عن استهداف العقيد الصليحي، ونقل مقر البعثة الأممية إلى مكان محايد وتأمين عملها، وهو ما تضمنته أيضاً خطابات وزارة الخارجية إلى البعثة الأممية منذ تعليق عمل الفريق الحكومي». وفي شأن خروق الميليشيات الحوثية للهدنة الأممية، كشف وزير الخارجية اليمني في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أن تلك الخروق المتصاعدة لوقف إطلاق النار بلغت خلال يوليو (تموز) الماضي 7378 خرقاً نتجت عنها خسائر بشرية بلغت 14 قتيلاً و83 جريحاً. وتطرقت الرسالة إلى هجوم ميليشيا الحوثي في 27 أغسطس (آب) الماضي على قطاعات عدة للقوات المشتركة في الحديدة واستهدافها مطاحن البحر الأحمر. كما أعربت عن «استغراب الحكومة اليمنية من صمت رئيس بعثة الأممالمتحدة عن هذه الخروقات وتجاهله لاستهداف الحوثيين لمطاحن البحر الأحمر وتركيزه في بيانه الصادر بتاريخ 29 أغسطس على بعض الوقائع المبنية على معلومات مفبركة عارية عن الصحة من مصادر الحوثيين حول مزاعم استخدام الذخيرة العنقودية من قبل تحالف دعم الشرعية، بينما يستمر الحوثيون في استخدام الحديدة منصةً لإطلاق هجماتهم باستخدام الطائرات من دون طيار والزوارق المفخخة المسيّرة عن بُعد». وفي حين حذرت الخارجية اليمنية من أن البعثة الأممية «أصبحت حبيسة وتحت رحمة الميليشيات الحوثية»، نبهت إلى أن «تقييد حركتها وتقويض عملها من قبل ميليشيا الحوثي يجعل من مسألة استمرار عملها بهذه الطريقة أمراً غير مجدٍ». ودعت الرسالة اليمنية الأمين العام للأمم المتحدة إلى التدخل المباشر من أجل تسريع نقل مقر البعثة إلى مكان محايد في الحديدة وتأمين عملها وكشف المتورطين باستهداف العقيد الصليحي، بما يضمن تنفيذ البعثة لولايتها المحددة بموجب قرار مجلس الأمن 2452. جاء ذلك في وقت أفادت مصادر الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة باستمرار الهجمات الحوثية في أكثر من جبهة في محافظة الحديدة في سياق الخروق المستمرة للهدنة الأممية التي بدأ سريانها في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2018. وذكرت المصادر أن الميليشيات جددت، أمس، قصف قرى مأهولة بالسكان في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 82 وقذائف RBG، كما فتحت نيران أسلحتها القناصة والأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 14.5 وعيار 12.7 على قرى متفرقة من منطقة الجبلية. إلى ذلك، أفاد الموقع الرسمي ل«ألوية العمالقة» بأن الميليشيات الحوثية استهدفت بلدة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه بالقذائف المدفعية، إذ تساقطت عشرات القذائف قرب منازل المواطنين وأخرى في المزارع بكثافة، منها قذائف الهاون الثقيل عيار 120، فضلاً عن استخدامها مختلف الأسلحة الرشاشة والمتوسطة. وكانت القوات المشتركة قد تصدت، أول من أمس (الاثنين)، لهجوم هو الثاني من نوعه لميليشيات الحوثي الانقلابية خلال 24 ساعة جنوبالحديدة، ضمن خروقها المتصاعدة للهدنة الأممية في ظل صمت الأممالمتحدة. وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن ميليشيات الحوثي التابعة لإيران حاولت بهجومها فتح ثغرة صوب مركز مديرية الدريهمي من الجهة الشرقية، لكن سعيها سرعان ما باء بالفشل وتكبدت خسائر بشرية في صفوفها. وأكدت المصادر أن وحدات من القوات المشتركة اشتبكت مع عناصر الميليشيات بمختلف الأسلحة وأجبرتها على الفرار بعد مصرع وجرح عدد منها، وإخماد مصادر الإسناد، فيما قُتل أحد أفراد القوات المشتركة وأُصيب آخر. ونصبت الجماعة الانقلابية، حسب المصادر نفسها، المدفعية في فناء مدرسة منطقة الشجن وفناء الجامع واستخدمتهما في أثناء الهجوم الفاشل، الأمر الذي أثار الفزع والخوف في أوساط أهالي المنطقة.