عرف ايزنك الشخصية الانبساطية بأنها ذو ميول اجتماعية وانفعالية مختلفة وأن توجيه الذات يكون خارجيا ونشاط الشخص المنبسط هو سلوكه. وعلى هذا فالشخص المنبسط هو من يقبل على العالم في حيوية وعنف في آن واحد، كما أنه يوصف بالصراحة التي قد يعتبرها بعضهم وقاحة ولشخص المنبسط قدرة عالية على التكيف والتلائم بين نفسه والمواقف الطارئة من حوله. ومنبسط أي في سلوكه وميوله واتجاهاته فكأنه انبسط على العالم وتقلباته واستطاع تكييف نفسه في واقعه المعاش والمواقف الطارئة. ويمكن أن يقال أن الشخص المنبسط له سلسلة من العلاقات البشرية القوية (أصدقاء أقويا) والسبب شخصيته من ناحية ما وهذا يجلب له خصوم وأعداء أقويا كما يسعى الشخص المنبسط في بعض توجهاته أن يكون نافذا وهذا حال اتصافه بسعة العلم والمدارك الفكرية رغم أن الشخص المنبسط في الغالب لا يميل للقراءة ولا يحب الدراسة. ومن أهم صغات الشخص المنبسط عدم اهتمامه بنفسه وشكله وهندامه وبصحته العامة، وكذا لا يهتم بتفاصيل الأمور الدقيقية والصغيرة في حياته وحياة الآخرين، كما أنه لا يفصح عما يجول في خاطره من انفعالات، ويفضل المهن والأشغال التي تتطلب نشاطا قويا أو عملا مشتركا مع الناس. كتبت كثيرا في فهم الشخصيات الإنسانية من حولنا وكل يوم أزداد فيه خبرة علمية وواقعية أكثر وأسلم فيه أمري إلى الله تعالى فالذي خلق الناس هكذا مختلفين في ميولهم وقدراتهم ورغباتهم وجعل في كل شخص معامل للقوة والتفوق ومعامل للضعف والسقوط ثم رسم لهم خط الاستقامة وهي ما تعرف بإسم الشخصية السوية (وسيأتي الحديث عنها) كل هذا من صنع الله تعالى وهو ما تعحز العقول البشرية عند دراسته بشكل يقين كامل بل هي محاولات للوصول إلى فهم من نتعامل معه. إن فهمك للشخصيات من حولك يمكنك الانسيابية بشكل افضل في خضم التنافسية الفكرية ويمكنك من الصعود للقمة وفق خطط رسمت مسبقا فقط تحتاج وقت وفرصة؛ أبعاد الشخصية الانبساطية: 1-الشخصية الانبساطية الانطوائية: وهي مجموعة من الظواهر السلوكية والتي تكون بين الميول الاجتماعية والانفعالية ولكن بشكل خجول نوعا ما، مصبوغة بالمرح والتفائل مع الرغبة بالانعزال ولكن ليس كمثل الشخصية الانطوائية فهذه درجات وكما يشار إليه (قطب الانبساط) بينما الخجل الاجتماعي والانعزال هو (قطب الانطواء). 2- الشخصية الانبساطية العصابية: وهي استعداد في الفرد للاصابة بالعصاب عند توفر درجة عالية من الضغوط النفسية الشديدة كخسارة عمل مهم بالنسبة له، أو سقوط علمي كبير، أو خسارة مالية، أو إصابة أحدهم بمرض مزمن. 3- الشخصية الانبساطية الذهانية: وهي شخصية توصف بالعدوانية وبرودة الأعصاب والقساوة في السلوك المبالغ فيها، كما تميل لمعارضة المجتمع بأسره من غير سبب وكثرة الانتقاذات. يرى ايزنك أنه لا يوجد أي ارتباط بين هذه الأبعاد الثلاثة للشخصية الانبساطية ويقول إن تمكنا من معرفة منزلة فرد في أحد هذه الأبعاد فلن نستطيع من خلالها معرفة منزلته في البعدين الأخرين. *توضيح ماسبق* الشخص الانبساطي هو الذي يتفاعل في مجتمعه بشكل كبير ويتداخل مع الناس وله صداقات كثيرة نافذة وغير نافذة إلا أنه يحسن إختيار الأصدقاء من حوله وفق تقييمه الخاص، يقال عنه يكثر من خدمة الناس؛ قد يكون الشخص الانبساطي انطوائي بمعنى خجول نوعا ما ويميل للعزلة أحيانا أو قد يكون شخصية عصابية توثر بها الضغوطات من حولها سريعا أو يكون ذهانية تميل للعدوانية والرد والتدخل في شوؤن الآخرين وأذيتهم وتنتقد كل من حولها. معرفة الشخص الانبساطي: يتم معرفة ذلك من خلال هذه الأسئلة: 1-هل تستمتع بلقاء أشخاص لم تكن تعرفهم من قبل؟ 2-هل لك أصدقاء كثيرون؟ 3-هل تحب أن تقول نكاث مسلية أم تعتبرها مضيعة وقت؟ 4-هل تحب التحرش بالحيوانات وأذيتها أم مداعبتها أكثر؟ 5-عندما تسأل سوالا هل لديك إجابة جاهزة عنه أم تجيب عشوائيا؟ 6-هل تحب تسريح شعرك وتحافظ على مظهرك العام أم أن الأمر لا يهمك؟ 7-ماذا تشعر عندما ينتقذك الأخرون؟ 8-هل تعتقد أن مفعم بالحيوية والنشاط؟ 9-هل تميل للبقاء بعيدا عن الأضواء في المناسبات الاجتماعية أم تحب أن تسلط عليك الأضواء؟ 10-هل تحب الخروج كثيرا أم أنك تخرج لترتاح بضع ساعات ثم تعود؟ 11-هل تفضل القراءة أم مقابلة الناس والتحدث معهم؟ 12-هل تبادر للتعرف على أصدقاء جدد أم تكتفي من تعرفه؟ 13-عندما يتحدث الآخرون هل تلتزم الصمت أم تحب المقاطعة والدخول في الكلام؟ 14-كيف تعتقد أن الأخرين ينظرون إليك؟. ضع إجابات لهذه الاسئلة بعدها يمكنك التعرف على نفسك وقياسها.