الصحف البريطانية الصادرة السبت تناولت تجدد أعمال العنف في العراق، ومخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية. كما اهتمت بصعود التيارات اليمينية في الاتحاد الأوروبي. كتبت صحيفة الاندبندنت، في مقال لها عن العراق، أن طبول الحرب بدأت تدق ثانية في هذا البلد، الذي تمزقه النزاعات الطائفية.
وذكر المقال أن الهياكل السياسية، التي وضعتها الولاياتالمتحدة في العراق، بعد الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين، لم تكن صلبة.
فقد عادت أعمال العنف بين الطوائف الثلاث، منذرة بحرب أهلية تؤججها المواجهات الدامية في سوريا المجاورة، والتي لها أيضا خلفيات طائفية، على حد تعبير الصحيفة.
وترى الاندبندنت أن صعود الشيعة إلى السلطة في العراق جعل حزب الدعوة يبدو أنه المعادل الشيعي لحزب البعث في عهد صدام حسين، كل ما يهمه هو حماية مصالح وامتيازات طائفته.
ووصف المقال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بأنه رجل يعدم المهارة السياسية لإقناع السنة والأكراد بأنه حريص على مصلحة الأمة كلها.
وخلصت الصحيفة في مقالها إلى أن آمال الربيع العربي جلبت معها أيضا مخاطر نزاع إقليمي تتنازع فيه روابط الدم والعقيدة، وتتحدى الهياكل التي وضعتها بريطانيا وفرنسا على أنقاض الإمبراطورية العثمانية.
ولا تبدو الدبلوماسية قادرة على تقديم حلول للأزمة.
أصدقاء قليلون وخيارات أقل تناولت صحيفة التايمز في مقال تحليلي مصير عائلة الأسد إذا سقط النظام في دمشق.
تقول الصحيفة إن الرئيس بشار الأسد تلقى عروضا عديدة باللجوء السياسي، ولكنه يخشى وزوجته على نفسيهما الاغتيال إذا خرجا من سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مايكل ستيفنس، من "رويال يونايتد سرفيس" في قطر قوله "إن احتمال العثور عليهما في مخبأ وارد تماما، لكنها يعتقدان أن النظام باستطاعته الصمود".
ويوضح المقال أن أصدقاء عائلة الأسد قليلون، إذا لا يتوقع أن تلجأ العائلة إلى دول الخليج التي مالت إلى صف المعارضة.
فالخيار الأوحد في الشرق الأوسط هو إيران، لكنها بلاد لا توائم ذوق عائلة الأسد وطريقة عيشها.
وأفادت تقارير في شهر ديسمبر الماضي بأن الأسد بحث عن فرص اللجوء إلى أمريكا الجنوبية.
الشعبوية تجتاح الاتحاد الأوروبي أما صحيفة الفاينانشال تايمز فقد خصصت مقالا للانتخابات وصعود الأحزاب اليمينية في دول الاتحاد الأوروبي.
وبدأت الصحيفة حديثها عن فوز حزب بريطانيا المستقل (يوكيب) بربع الأصوات في الانتخابات المحلية الأخيرة. وشبهت هذه النتيجة بصعود أحزاب شعبوية أخرى في دول الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع الفاينانشال تايمز أن تعزف هذه الأحزاب على وتر خيبة أمل الناخبين في أداء الحكومات الحالية والأزمة الاقتصادية والهجرة للوصول إلى البرلمان الأوروبي في الانتخابات القادمة.
وإلى جانب يوكيب في بريطانيا سجلت أحزاب يمينية أخرى صعودا في فرنسا وفنلندا وإيطاليا والمجر.
لكن دولا أوروبية أخرى شهدت تراجع الأحزاب اليمينة في الانتخابات على غرار ما حصل في النمسا وهولندا وألمانيا.
وترى الصحيفة أن وصول مجموعة من الأحزاب الشعبوية إلى البرلمان الأوروبي سيهز الاتحاد الأوروبي دون شك، ولكن هذه الاحزاب لن تصل إلى مقاعد القيادة لأن أغلبها يتبنى أفكارا قومية متطرفة تجعل التعاون على المستوى الأوروبي صعبا.