يريدوا صوملة البلاد بهذه الكلمات الثلاث كان صالح يحذر شعبه اليمني منها مراراً وتكراراً ، وكنت أنا ممن سمعتها منه أكثر من مرة في عدد من خطاباته ، لا أخفيكم أنني كنت أضحك على الرجل بشماته وتندر غريب ، هل يعقل بأننا سنصبح صومالاً آخر ؟ ومعظم شعب الصومال يعيشوا بيننا لاجئيين جراء الحرب الأهلية إبان هروب رئيسهم محمد زياد بري وما ترتب على ذلك من فراغ دستوري أدت إلى إندلاع حروب أهلية راح ضحيتها الكثير من الناس هناك ، من مننا لم يراهم وهم يقطعوا المسافات الطويلة مشياً على الأقدام بين حرارة الشمس و يعملون في أجور زهيدة مع الناس بالكاد تأكلهم لقمة العيش الضروري ، ويقطنوا مخيمات للاجئيين بظروف صعبة بالغت التعقيد كنت كلما أنظر لتلك المشاهد أقول هذا الرئيس مجنون حقاً مجنون ، لم يرى شيئاً يخوفنا به ، الإ حال هولائي السود ، وانا أقرُ هنا في هذه النقطة بالتحديد بأنني كنتُ أكثر أستعلاء وعنصرية وأنا أنعتهم بهذه اللفظة التي كلما أتذكرها أخجل من نفسي و أطلب من الله الغفران والسماح على ذلك ، لكنني من كثرة التحذير الذي سمعته من الرجل في معظم خطباته فقد كان يثير فيني المزيد من الحنق و الإشمئزاز ، فليس من المعقول أن نتحول إلى بلد مثل الصومال ونحن شعب اليمن أولوا قوة وبأس شديد .. أين ستذهب كل هذه المنجزات العظيمة من شبكة الطرقات الحديثة والجامعات و المستشفيات والمباني الحكوميةو العسكرية؟ بالأصح أين ستذهب حكمة اليمنيين وكل هذه الديمقراطية والعدالة الإجتماعية وحرية الرأي والتعبير ؟ والصحف اليومية والقنوات الفضائية ، أين ستذهب تلاحم اليمنيين وحبهم لبعض البعض وترابطة نسيجهم الأجتماعي و الأسري ... كنت أقول في قرارة نفسي هذا الرئيس مجنون حقاً مجنون ... ومرة أخرى بل ومرات عديدة كان يردد في كلام غامض ومبهم بلهجته المحلية ( هولائي يشتوا يرجعونا إلى ما قبل الثورة الي قبل السادس والعشرين من سبتمبر ،وينعتهم بالمتخلفين و الرجعيين الإمامييين بيت حميد الدين ) ... حقيقة فقد كنتُ أضحك بقوة ياسادة ، أنني أعترف وأقر بفعلتي تلك كان ينتابني موجة عارمة من الضحك عندما كنت أسمع تلك الكلمات وأقول هذا الرئيس مجنون حقا مجنون ورب العرش مجنون ... من هذا الذي يفكر أن يعيد اليمن الي ما قبل أربعة عقود من الآن ؟ من هذا الذي يجرؤ فقط لمجرد التفكير أن يفكر في هكذا أمر ؟! من ذاك الذي سيقبل على نفسه أن تعود الإمامة من أي فصيل أو حزب أو مذهب كان ؟! الشعب اليمني عرف نعمة الجمهورية وهو أشد حرصاً ومحافضتاً عليها ، من سيرضى على نفسه أن يعود لتقبيل رأس الإمام وركبتيه ؟ من ذا الذي سيرضى إلى عودة الجهل والتخلف الكهنوتي ، نحن في زمن التقدم العلمي والسباق المحموم من أجل التقدم التكنولوجي ، وليس زمن القطران وسيدي فلان وعلان .. إذاٍ هذا الرئيس مجنون فعلاً مجنون و هكذا بنيتُ وجهة نظري بأن الرجل مجنون حقاً ولا يحسن التنبؤ بالعصر ،أو يقراء المستقبل ، فكنت في كل محفل او مجلس أصف الرئيس السابق بالجنون وأرميه به كما رمت قريش نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان يحدثهم بما لا يقبل عقولهم القبول به .... ولا أنسى أيضاً بأنني قذفته بالكاذب ونعته بأاقذع الأوصاف عندما كان أيضاً يقول بأن اليمن ربما سيتشطر إلى أربعة أشطار وإن الكيس البر ربما يصل إلى عشرين ألف ريال ، كما إنه حذر من أن الحرب ربما سوف تصل إلى كل بيت وقال إن اليمن مطمع لدول خارجية وإنها تحاول إيجاد الفرصة لتدخل وإحتلال خيرات البلاد ... والكثير الكثير كان الرجل كلما حذرنا منه نحسبه مجنوناً فمن غير المعقول والمنطق أن يحدث مثل هذا الشيء الذي لا يصدقه عقل ... هل كان الرئيس مجنوناً حقاً أم كنا نحن المجانين ؟