بعد أن أصبح الوضع في اليمن على ماعلية، لم تعد الشرعية قادرة ولا مؤهلة على احتضان البلد،أن الأزمات الكبيرة تبرز عندما تعمل الدولة بألياتها العسكرية وجبروتها وطغيانها السياسي،دون الإلتفات إلى التنمية وتحسين معيشة مواطنيها،بذلك تكون في طريقها لهدم الأساس الذي يضمن وجودها. ان الإخفاقات والنكسات سببها تجسيد الدولة لمصالح ضيقة،ومع هذا تتحدث باسم السيادة الوطنية والمصالح القومية للشعب،لقد انحرفت الدولة مبكراً مما جعلها بعيدة عن وظيفتها الحضارية ، لكن إلى أي مصير سننتهي ؟اذا بقيت القوى الإقليمية ماضية في تنفيذ مخططها؟وهذا سيفاقم الوضع الاقتصادي للمواطن،هذا المخطط الذي يحمل في طياته، إعادة صياغة الواقع اليمني، والسؤال الذي يوجه نفسه لشعب ماذا سيكون حال اليمن في المستقبل القريب،في ظل هذا الاستبداد والضياع القائم. أما عن الشرعية لم اتحدث ولا وجه الانتقاد واللوم:الشرعية التيتلتزم الصمت والحياد و لها من الأدوات القانونية والشعبية لمواجهة هذا لمخاطر اضاعة كل شئ!حياة شعبها والسيادة تركت البلد للعصابات والقوى الإقليمية تعبث بها!ومن ثم نسمع أعلامها يطنطن في مكان آخر ويدافع عن تلك القوى،وكأنها شئ مقدس "لا يمس" رغم شناعة أفعالها، اما الاعلام الاهلي فهو الآخر يترحم على الشرعية تارة بحجة إنها في الرياض وتارة أُخرة أنها تواجه ضغوطات من قوة اقليمية وليس بيدها القدرة على فعل أي شئ، هذا هو الاعلام الذي يسوق ويبرر الأخطاء التي لا تقبل التبرير،الشرعية ليست مسألة فقهية تدور حولها الآراء والاجتهاد، إذا لم تقوم بوظيفتها الدستورية ؟فاليمن بلد ديمقراطي وتعددي والشعب هو مصدر السلطة. لكن المتأمل بعمق يلحض ويكتشف دون عناء ،أن مايسمى بشرعية إنما هي احدى المكونات التي تعبث في الارض فساد لكن بأدوات قانونية! ومن حين الى أخر تتحول القضايا الرئيسية الى قضايا ومسائل هامشية بسبب خلق وإيجاد وقائع جديدة على الأرض أشد قوة وأكثر تعقيداً؟من سابقتها لعل هذة استراتيجية متبعة من قبل القوى الإقليمية التي كلفت بملف المنطقة. خيوط اللعبة في اليمن تتجلى "بوقاحة" منقطعة النظير، ولم يعد يكتنفها الغموض والأهداف الخفية التي تبطنها، والأهداف بهذا المعنى والمغزى والفعل والنتائج،طالع نذير شؤم ،فهي استعمار خفي وعن بعد.