صحيح ان ارادة الشعوب لا تقهر ولا تنكسر ولكننا اليوم نتحدث بما تضمره النفوس وبما تمليه ضمائرنا عن حقائق واقعنا الذي اوصلنا مانحن عليه اليوم. رغم اننا فجرنا شرارة ثورة لأجل الحرية والكرامة والعرض والدين والارض وقدمنا لأجلها دماء رخيصة وتحمل عنا ومرارة ومشقة هذه الثورة شعب جبار وقياده عظماء.. ولكن للأسف الشديد ما نلاحظه اليوم وما نلتمسه رغم الزخم الثوري وحجم القضية الجنوبية التي اوصلنا صداها الى مسامع العالم فانه وما يزال ليس بمقدور شعب الجنوب وقيادته عمل اي شيء طالما هناك من يستطيع ان يكسر ارادته ويوجه رغباته حسب هواه رغم اننا اصحاب حق وقظيه عادله.
نود بحديثنا هذا ان نوضح اكثر ونذكر كالاتي.. اولاً.. ان كسر الإرادة الشعبية وتوجيه رغباتها سواء كانت من قبل قوى عدائيه او قوى متحالفة معنا داخليه او خارجيه سببها الخضوع والتنازل والتراجع عن اي مبادئ او قرارات تصدرها قيادتنا او تصعيد شعبي نحو نيل الحقوق الوطنية او الحقوقية سرعان ما تندى جبيننا ونتراجع عنها مجرد اي اعتراض من تلك القوى التي ذكرنا.. فهل تندى جبينهم على ما نعانيه وما نعيشه في واقعنا اليوم..
ثانياً.. يشير ضعفنا امامهم بخلافاتنا وكثرة آرائنا السياسية وعدم توحيد الراي والكلمة وتوحيد الصف الجنوبي وعدم تجسيد مبدئ التصالح والتسامح الذي عزمنا عليه كونه صمام امان الثورة الجنوبية ومبادئها..
ثالثاً.. ما تتفرق الامم ويتشتت شملها الا حين يتسلط بعضها على بعض وهذا هوا العيب فينا وما يقهرنا ويكسر ارادتنا.
لذلك نتخلى على ما ذكرنا ونمشي على درب شهدائنا ولا ننتظر منهم الى ما تتمخض عنه الاحداث فمن كان صاحب حق فيكون اكثر صبراً واشد عزيمة وقوة وثبات فإننا اصحاب حق ومطالب وطنيه لنمشي قدماً الى الامام والى ما يصبو اليه هذا الشعب الجبار وقيادته العظماء.. يكفينا صبراً وما نلناه من تهميش وتجويع وتعذيب وقتل ودمار وسلب ونهب من قبل مستحوذينا طيلة عقود من الزمن.. حان الوقت لنصدق الحق ونزهق الباطل وندير شؤون وطنا بأنفسنا ونعيد الحق لأهله لنجعل ارض الجنوب الطاهرة كالبحر لا تقبل الجيفة في قعرها بل تجرفها الى شواطئها..
لنعزم على ان القرار قرارنا وقضيتنا بأيدينا... دمتم.. لكم خالص تحياتي..