اعرف الكثير من قيادات وكوادر الحراك الجنوبي بحكم انتمائي للحراك واعتزازي بتجربته ونضاله وبقضية الجنوب التي من أجلها بذلنا مع غيرنا من الكوادر الكثير من الجهد والوقت في البحث والتعريف بها لدى من كانوا يجهلونها وحالنا مثل بقية من قدموا تضحايتهم في سبيل الله ثم العزة والكرامة وقضية الجنوب بكل فخر.. وكذلك تربطني علاقات طيبة بالكثير من قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وبقدر ذلك الاحترام لكل من يعملون لاستقرار الوطن وقضية الجنوب بقدر ما ننتقدهم ولانتردد في النصح والتوعية لكل مانراه يتطلب التصحيح. بعد هذه المقدمة الضرورية أود تذكير تلك القيادات التي تتصدر المشهد بموضوع التناقض الذي نعيشه في الجنوب تجاه العلاقة مع الآخر في الشرعية أو الشمال اليمني بشكل عام. فلاحظوا حفظكم الله..كيف نطالب الشراكة في حكومة الشرعية وفق إتفاق الرياض الواضح ،الذي يتحدث عن حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال، وتحت علم اليمن ورئيسها المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي ثم نناقض انفسنا أمام العالم بمحاولة الاستغراب من بعض التصرفات والأعمال التي تتم في الواقع وتتناقض مع استقلال الجنوب! فمثلا سيؤدي كل محافظ ووزير سيتم تعينه القسم أمام الرئيس اليمني وتحت علم اليمن الواحد ثم سنخوّن من يرفع العلم داخل مكتبه من الوزراء ومحافظو المحافظات، فبالله عليكم كيف يستوي ذلك التناقض..؟ ! سنشارك في حكومة نعلم أنها ستعمل بأسم اليمن ومرجعياته الثلاث التي يكررونها علينا منذو 2015م ثم سيصيح البعض منا ؛ ويردد لن نقبل بحكومة تعمل تحت علم اليمن وبخطابها اليمني.! طبعا ...مع علمنا ان تلك الحكومة القادمة ينتظر الناس منها العمل في الميدان وليس من الرياض..وبالتالي قد نشاهد مالايعجبنا أو يتناقض مع استقلال الجنوب ولكنها أمور طبيعية تتطلبها حالة الشراكة في هذه الفترة. لفت انتباهي ضجة البعض من الحكومة لقيامها بطباعة علم اليمن فوق بعض الكتب الدراسية وكأن ذلك يحدث للمرة الأولى، فمع التقدير لمن غضبوا من تلك التصرفات التي لاتعد جديدة وحقهم في الرفض لها، ولكن.. ألم نسأل أنفسنا كيف سيكون منهج الطلاب الدراسي الذي ستقره حكومة سنشارك فيها بين الجنوب والشمال؟ هل سيكون للجنوب منهجه الخاص به وعلمه الخاص به وحكومته الخاصة به.. ولاتتدخل حكومة اليمن التي نشارك فيها بجنوبنا، أم سيحكمون من عدن وفق اتفاق الرياض وسيعملون وفق سياسات تخص اليمن كله، خلال الفترة القادمة حتى تنتهي الحرب وتحل قضية الجنوب أو يجعل الله لنا مخرج من عنده؟ انا مواطن قبل ان أكون حراكي وناشط وباحث سياسي جنوبي، أحب الثبات على الحق وأكره التناقض في المواقف.. اريد ان اسمع من كبار النخبة المثقفة الواعية ومن بيدهم القرار وليس من الشارع الشعبي، كيف سنتعامل مع ذلك الواقع المزدوج؟! فمن جهة سنشارك في حكومة يمنية تخص اليمن كله ولو للفترة المؤقتة القادمة ،ومن جهة آخرى مطلوب منا ان ندين سياسات الحكومة في الجنوب؟! يا أحببنا حفظكم الله هذا التناقض سوف يظهرنا بمظهر التخبط أمام العالم والانفصام في الشخصية. فلانحن رفضنا الدخول في حكومة مناصفة مع الشمال وشكلنا حكومة جنوبية وهذا معلوم ان التحالف لن يوافق عليه، بدليل الغاء الادارة الذاتية وهي شكل من أشكال الحكم المحلي..ولا نحن سنهدى قليل ونركُز على ماهو أهم من سلوكيات تحتاج التصحيح ومعيشة الناس وخدماتهم وحقوقهم الضائعة ووحدة قيادات الصف الجنوبي الممزقة. ونقبل بما توصل إليه المجلس الانتقالي ومكونات الحراك التي ستشارك في الحكومة بما يحقق الخروج من هذه المرحلة بأقل الخسائر بعيدا عن مزيدا من الصدام المستمر حول كل شاردة وواردة بعضها لايرتقي لمستوى الصراع حولها.! صدقوني قضية الجنوب ليست قضية هامشية يمكن الخوف من طمسها بأي عمل يخالف مشروعيتها في الواقع.. ولكن الخوف اننا نجعل المتابع الخارجي والخارج يطفش من تناقضاتنا ويتركنا كما نحن كل يوم في واد، فلا يمنحنا استقلال ولا نقبل نحن بالبناء للجنوب والمرونة تحت صيغة أي حل سنوقع عليه مع الشرعية أوالشمال اليمني.! اللهم صلي وسلم على رسول الله وارحم شعبنا من هذا العك والعجين..آمين. أخوكم علي بن شنظور عميد متقاعد وجنوبي حراكي لاينتمي لأي حزب سياسي 9 اكتوبر 2020م