الحق كلمة شاملة لكل قول او فعل محمود، نابع عن ارادة ، وله ضوابط واهم ضوابطه اعتقاد جازم بجلب المنفعة او درئ المفسدة وله اساس اكثر مايتعلق به الوجدان والضمير ، اذ انه لا يوفق لقول الحق الا الرجال الاحرار ذوي القرار.واحياء الضمير. لهذا ندب ديننا الاسلامي قائل الحق واعلئ شأنه ، سيد الشهداء حمزة ورجل قال كلمة حق امام سلطان جائر ، فسلطان نكرة في سياغ العموم.. نعم الفرق ان الميسري نطق الكلام ولم يلقن، فقد سمعنا شعارات حنجورية وخطب حماسية وتصريحات نارية ، تلفظها الجميع قولا بافواهم بعيدا عن اعتقادهم لهذا جاوزت الاسماع، فمابرحت حتى اصبحت هباءا منثورا ، لانها الأذان تلقنت والافواه نطقت وترجمت، بينما الميسري نطق الكلام قولا وارادة ، بحمام السلم ، ولين الزيتون ، لقعقعة الرحى ، دون قمح المعيشة، تسطرت الصرعة بلون الغلظة ، وصريح الكلام بوزن الغضب.. فمن صلب هذه المحن ، وارجاف الوهن ، صنع قراره ، فمن يظن اني اثني على الميسري او امتدحه و امجده ، فقد اخطأ .. ولكن الحقيقة ان الميسري اثنى ومجد وامتدح كل حر في هذا الوطن ، حين رسم بمواقفه لوحة تلاوينها عكست شغف اليمني بالنخوة والمرؤة ، وبروزت بتوابيت سنعتنقها بودٍ اذا غابت العزة والكرامة ، استطاع الميسري وبكل فخر نقول نعم بكل فخر ، ان يحتوي الجرح المشتت والوجع المسموع المه ، وان يوصل لسان حال الشعب ، في حين الكبت السائد على منافذ الكلمة بسطوة الصمت الاختياري ، ان يكون صوتا جامع يترجم معاناة هذا الشعب ويرتقي بمصطلحات الثوار ويبزق بنور من الكلمات اضاءت عقول الكثير القابعة في سبات ليل النظرة الشرعية بعيدا عن الجوهر وحقيقة التكوين، ليزيح الستار بكلمات النار ، عن الزخرف الملحوظ ، والعطاء الذل ، المطلي بلون الذهب ، لنعلم حينها انه ليس موهوب طوعا، بل منهوب بل منزوع من جوف الكبد.. فهنا عرفنا بانه صوت الشعب فقد اثنى علينا الميسري ومدحنا حين مثلنا كخامة منا اعتلت صهوة الشموخ ، بسرج العلى وزمام الاباء . لن نقول الا الشكر الخجول للميسري