الشيخ السلفي العميد صالح الشاجري، أو كما يحلو لي أن ألقبه أسد دثينة، هو القائد الذي زرع الثقة في قلوب مقاومة لا تحمل إلا سلاحها الشخصي، فزرع في قلوبهم حب الثبات، واليقين من النصر بمشيئة الله تعالى. عندما تقدمت جحافل الحوثي صوب مدينة لودر تداعى أبناء دثينة ليقفوا صفاً واحداً، وليكونوا سداً منيعاً ضد تقدم تلك المليشيات التي تتسلح بأسلحة حديثة كانت ثمرة سيطرتها على عتاد الجيش اليمني، فكان الشيخ صالح الشاجري هو الليث الذي أجمع عليه الكل لقيادة تلك الجبهة التي كانت تسمى حينها بجبهة المنياسة، بكل ثقة قاد الليث الشاجري تلك الجبهة، وبكل اقتدار رتب صفوفهم، بل أنه كان في مقدمة الصفوف، فحمى العرين، وفقد بذلك بعضاً من جسده فداءً لدينه، وأرضه. بعد الانتصار على فلول تلك المليشيات كوَّن الشيخ السلفي من بين تلك المقاومة كتيبة، وعندما دعت الحاجة لأن يكون أسد دثينة في مقدمة الصفوف لتحرير مكيراس، نظم الشاجري قوة هائلة وفي فترة قياسية، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على قبول هذا الرجل في أوساط أبناء منطقته، ولقد كانت هذه المقاومة تحت مسمى لواء الأماجد الذي له من اسمه نصيب. انتقل الشيخ بقواته من عرين الأسود دثينة، وتوجه بأماجده صوب جبال الكور المنيفة ومن هناك بدأ يخوض معارك تحرير مكيراس، ومازالت أشباله هناك تزأر، وتتقدم لتحقيق الهدف الذي جاءت من أجله، وهو تحرير مكيراس، والتقدم نحو البيضاء في طريقها إلى العاصمة صنعاء. عندما يذكر الشيخ السلفي العميد صالح الشاجري نتذكر تلك الأيام التي خالطنا فيها اليأس، وزُرِعَتْ بيننا الهزيمة، فالعتاد قليل، والعدو يمتلك عتاد وعدة جيش بكامله، ولكن الشيخ صالح الشاجري نظم أفراد مقاومته، وصنع منهم جبهة أرعبت المتمرد الحوثي، فلم يستطع التقدم صوب عرين الأسود، وعندما دقت ساعة الصفر انطلقت مقاومة الشاجري لتكون ضمن القوات التي حررت لودر ممن يمتلك العدة والعتاد. لقد زرع الشيخ السلفي العميد صالح الشاجري في قلوب أفراده الثقة، لهذا فهم لا يبالون بوعورة التضاريس، ولا ببرودة الجو، فتراهم كالليوث المتوثبة، فتحية لهذا القائد البطل، ولكل فرد من أفراد قواته المرابطين هناك في أعالي جبال الكور الباردة.