وانا ماشي في سوق كريتر نادانا شخص يبدوا من شكله انه خمسيني العمر كان واقف على ناصية الطريق وقال لي.. مروان .. كيف حالك ؟! نظرت نحوه وقلت الحمد لله .. استمر بأسئلته عن احوالي واللي جد في حياتي من أمور بطريقة تدل انه مش بوضع طبيعي بشكل كامل .. وانا ارد عليه وعلى وجهي ابتسامة مصطنعة احاول من خلالها اخفي خجلي من عدم معرفته .. كنت اتمعن شكله وطريقة حديثة عشان اتمكن من تذكره لكن دون جدوى .. في الاخير ودعنا بعضنا ومشيت دون ان اتذكره .. لكنه عاد ونادانا وقال لي : مروان .. سلم على سهيل . تسمرت حين ذكر لي اسم الشهيد سهيل .. وتذكرته . اكرم .. الشاب الوسيم والمجتهد .. صديق الطفولة والمراهقة وايام الثانوية العامة .. زميلي في فريق كرة القدم مع الشهيد سهيل .. الشاب الذي يصغرني بما يقارب العام اصبح شكله خمسيني او يزيد .. وحالته الذهنية ليست على ما يرام . كان اكرم غائب من سنين طويلة وبالامس شفته بهذه الحالة .. مشيت من امامه من غير ما ارد بكلمة .. وكانت خطواتي ثقال والطريق امامي غير واضح والناس حولي زي الاشباح .. اصبت بصدمة حقيقية وشعرت برغبة كبيرة للبكاء .. بكيت فعلا حين وصلت لمكان خالٍ .. ايقنت ان اللي مر ويمر وبيمر من حياتي من هم وعذاب وضغوطات ميسووش شيء امام اللي ممكن يكون شافه غيري .. وقفت افكر امام نفسي كثير بالامس .. ويمكن بيستمر التفكير ذا كثير .. ويمكن مينتهيش .