وبينما أعد عدتي للسفر إلى مدينة تعز من قريتي الواقعة شرقها على بعد كيلوهات -وذلك لاستكمال الترم الثاني من دراستي العليا- كتبت على حائطي الفيسبوكي ومن باب الفكاهة نصا قصيرا إليكم حروفه :" احتفاء بقدومي لو خرجن غانيات المدينة الحبيبة كلهن أجمعين في عرض كرنفالي بديع ، وبيد كل واحدة منهن زهرة ، وتسابقن على رشقي بتلك الزهرات ، ما ملأن فراغ قلبي ، ولا خففن حزنه ". ثم ذيلته باسمي ولقب (مجنون العاشقين). كالعادة عرج الدكتور / إسماعيل عبد الحافظ أستاذ الإخراج التلفزيوني في جامعة تعز بحروف تلمع بريقا ، قال : "إن رميك بزهورهن لا يكفي، مالم يجدن الرقص الرفيع على ايقاع طبول صاخبة، وتتعالى زغاريدهن في كل الأنحاء، لتعتلي منذ الوهلة الأولى أكتاف أولهن فالتوالي حتى يتيقن عشقك أنه النبيل الأوحد وأن الملك له في ذلك الاثناء". هناك وقفت مذهولا مبتسما قلت له : "ما قرأت حرفك يوما دون أن أبتسم، دكتور". لكن الأستاذ / فؤاد قاسم السلمي وهو مختص الإضاءة في قناة يمن شباب الفضائية استنكر على الدكتور / إسماعيل عبد الحافظ تلك المراسيم والهازيج التي تطلبها في حفل استقبالي ورأها كثيرة بحقي. رد الدكتور قائلا :" لا والله نشتي نشوف، ونحنا مش خسرانين". وسط هذه الأثناء أوعزت برسالة على الواتس لإحدى الجميلات في المدينة الحبيبة بجمع الغانيات والفراشات والبدء بتجهيز حفل مقدمي ودعوت الجميع للحضور بما فيهم هذا الدكتور. رد الدكتور إسماعيل بأنه سيقف على الأرصفة، وعلى الشرفات ، صادحا بإبتهالات توازي الطبول والدفوف والزغاريد، وأردف بأن مشهدا كهذا لن تقبل الشمس أن تغيب عنه. فقلت: أمام تلك الغانيات التي ستقف في ذلك الحفل البهيج سأقبل رأسك دكتور ، سألتفت إليهن مخاطبا : " من أحبني فليسطع كم من القبلات على رأس هذا الدكتور" فقال: "حينها سأكون متدثرا بثوب التقوى الفضفاض وبين اصابعي تتدلى مسبحة، ولن أرنو نحو شفاههن، فيما روحي ستظل محلقة كفراشات تبث وجدها في كل الأمكنة". رددت مازحا :" وإن تدثرت دكتور فسأسخر لك من تخدش تقواك.ستضعف لا محالة". ضحك الدكتور وأنهينا الحديث.