لم تشهد اليمن وضع أسوأ مما تشهده منذ سيطرة الجماعة الحوثية على مفاصل الحكم قادمة من بين اقبية التخلف المتأصلة في كهوف محافظة صعدة، جماعة تدثرت بجلبابها الديني المحصور منذ نشأت وتغذت بالدم والسلاح دون أن تعرف شيء عداها. فالحوثيون القادمون من وراء الدهر يصعب بل يستحيل اندماجهم مع أبناء اليمن ولا حتى قدرة التواصل مع العالم أجمع، لسبب بسيط هو أن هؤلاء يتحدثون بأفكار البطنيين وولاية الفقيه، حيث الفكر الديني العنصري في عصر الحداثة والتكنولوجيا والتحضر الذي يشهده العالم بأسره..! جماعة دموية قتلت ودمرت كل شيء أمامها، واستأثرت بكل شيء وعملت على طرد كل الأطراف السياسية التي وقفت أمامها وواجهتها، بل وقتلت حليفها الوحيد الرئيس السابق.. بمعنى أنها إستأصلت الحياة السياسية من جذورها فلا أحزاب ولا قنوات ولا منظمات حقوقيه ولا حريات على الإطلاق، ولعل الممارسات الهادفة إلى إلجام أفواه الصحفيين وتضييق وتشديد الخناق على حياتهم وأهاليهم في صنعاء وبقية المدن التي تقع تحت سلطة تلك المليشيات لهو خير دليل على الحالة الإجرامية الميليشاوية التي تتفنن من خلالها هذه الجماعة في تعذيب أصحاب الرأي وأرباب الكلمة ممن يدافعون بأقلامهم وأفكارهم عن وطن تختطفه تلك العصابة على مرأى ومسمع من المنظمات الإنسانية والحقوقية التي تغض الطرف عن مآسي العنجهية الحوثية المفرطة. تلك الأساليب والممارسات الفجة بحق الصحفيين في اليمن لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى إقدام الجماعة الحوثية على اعتقال واختطاف كل من يخالف توجهاتهم والزج بهم في السجون وصولاً إلى محاكمتهم الصورية ثم الحكم عليهم بالإعدام دون أي مسوغ قانوني، في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي الذي يقف هو الآخر في موقف المتفرج إزاء ما يحدث لأبناء اليمن من انتهاكات مروعة يندى لها جبين الإنسانية. والأدهى من ذلك والأخطر هو أن الجماعة تعمد الى التدمير الممنهج للتعليم وتعمل على حرمان أطفال اليمن من حقهم في التعليم، من خلال قيامها باختطاف الأطفال وغسل عقولهم وتغذيتها بشعاراتها الطائفيه كهدف لتجنيدهم للقتال في صفوفها. والحصيلة أن هذه الجماعة السلالية الطائفية يعد بقائها في سدة الهيمنة هو استمراراً لآلة القتل وسفك الدم وتواصل التشريد وتفشي المجاعة وهو أمراً يزيد من تعقيدات المشهد اليمني ويجعله أكثر قتامةً وسوداوية.