مقال ل: جمال لقم بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية ، تم التوقيع على ما يُعرف بإتفاقية ( سايكس بيكو ) و التي بموجبها تم الإتفاق بين المنتصرين ( بريطانيا / فرنسا ) على تقسيم الوطن العربي بينهما و الذي كان يخضع للسيطرة العثمانية.. وفي مؤتمر سان ريمو أعلن عن نتائج التقسيم ، وفيه وضعت فلسطين تحت الإنتداب البريطاني.. خلال فترة الإنتداب البريطاني لفلسطين ، وعدت بريطانيا اليهود بتأسيس و طن لهم في فلسطين ، و جاء ذلك الوعد في رسالة بعث بها وزير الخارجبة البريطاني آرثر بلفور للبارون البريطاني روتشيلد احد زعماء اليهود ، و عُرفت تلك الرسالة لاحقاً بوعد بلفور.. و في العام 1920م ، بداء العمل رسمياً على ذلك ، فسمحت بريطانيا بهجرة اليهود إلى فلسطين من كافة بقاع العالم و شجعتهم بمعية زعماء اليهود وحفزتهم لذلك.. و غيّرت من ديموغرافية فلسطين لصالح اليهود و مدتهم بالقوة و الدفاع عنهم الأمر الذي أدى إلى إستقوائهم على الفلسطينيين و استولوا على ممتلكاتهم و أراضيهم و التنكيل بهم.. حاول الفلسطينيون مقاومة التواجد اليهودي و مخططات بريطانيا ، وشنوا هجمات واسعة على اليهود و المستوطنين الجدد الا ان عاملي المكان و الزمان لم يكنا في صفهم ، فالعرب منشغلون ايضاً في مقاومة التقسيم الإستعماري البريطاني الفرنسي ، كما ان لتواجد بريطانيا و قواتها و وقوفها إلى جانب اليهود كان حائل و صد منيع حال دون تحقيقهم لنصر يذكر على اليهود ، كما ان ذلك ايضاً كان عامل إضعاف و إنهاك و يأس لهم.. في العام 1947م صدر قرار أممي يوصي بتقسيم فلسطين بين اليهود و الفلسطنيين وخضوع القدس للإدارة الدولية ، رفض العرب الإعتراف بذلك و قرروا المقاومة الا ان إستنزافهم خلال فترة الإنتداب البريطاني قد أثر عليهم ، و كانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي إعلان بريطانيا في 14 مايو 1948م نهاية الإنتداب و سحب قواتها من فلسطين ، في نفس الليلة أعلن ديفيد بن غيورين قيام دولة إسرائيل و قاموا بعمليات عسكرية استولوا فيها على اراضٍ أكثر مما منحهم القرار الأممي كما قاموا بعمليات قتل و تهجير للفلسطينين.. و بذلك أعتبر ال14 من مايو من كل عام ذكرى لنكبة العرب و الفلسطينيين و يوم وطني لليهود الذي فيه اعلنوا قيام دولتهم.. منذ العام 1948م وحتى اليوم ، لم يكن لإمارات و مشيخات الخليج و السعودية دوراً محورياً او حتى يذكر في مقاومة الإحتلال الإسرائيلي ، بل على العكس من ذلك ، فقد كانوا يتماشون مع سياسة الأمريكيين في دعمهم لإسرائيل و محاربة المقاومة العربية و بالذات في زمن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.. بعد 2011م و مع أحداث ما عُرف بثورات الربيع العربي، و مع ظهور ترامب كرئيس للولايات المتحدة ، و مع بروز (المحمدين) محمد بن سلمان و محمد بن زايد و أطماعهما و تطلعاتهما للحكم ، و للمحافظة على إنظمة الحكم في بلديهما من رياح التغيير الناتجة من ثورات الربيع ، حصل ما يشبه التفاهمات و التنازلات و الوعود من قبلهما للأمريكيين و دول غربية ، بإن يتم دعمها في مقابل القبول بصفقات السلام ( صفقة القرن) و التطبيع مع الإسرائيلين ، و كان من نتيجة ذلك ان في عامنا هذا 2020م أعلنت ثلاث دول عربية التطبيع مع إسرائيل من بينها الإمارات ، كما تغير الخطاب العام السعودي سياسياً و دينياً تجاه إسرائيل.. لذا فالعام 2020م يعتبر عام النكبة الثانية للعرب بعد نكبة عام 1948م..