لا تزال اليمن منذ أزلِها في مطلع الستينات تزدرد أنفاس الحكم ببط وتغيب في تمردات وأحداث دامية محسوبة على أطراف تعشعش على أجنحة الظلام لا يهمها رئيس ولا شعب ولا جذور دولة ينمو على سيقانها الجميع ؛ فإبن فلذة كبدها البار ورأسيها الحمدي لم يسلم من تلك الدسائس العابرة ، بفقدهِ إبتسمت السماء للأرض عدلًا وتصافحت أيادي الشعب تسامحًا ودبت الحياة في بلد لا يعرف إلى طعنات غادرة تصافحه سرير الموت ، لم يكن الحمدي مخطئًا يومًا في حق الشعب قدم كل مايملك من تضحيات وبطولات وبناء جيش عقيدتهُ الإخلاص لمحاربة كل أشكال التمردات التي تُحاك عبثًا في هذا الوطن ، حتى أنهُ أودى بحياتهُ قُربانًا لكي يعيش هذا الشعب بسلام وأمان ، وبرحيلهِ أطرق القمر ببصرهِ شاخصًا حزينا للشمس في ضوء النهار . فاليمن لم تلقى عافيتها برهة لحقب متتالية من حروب وويلات وإن كانت تفصلها عقود تمد يدها نحو السلام والإستسلام ، قيل أن الحرب تأكل الاخضر واليابس ! إلا أن حرب اليمن ألبسها لباس الذل والحزن ، ونمت على سماتها تجاعيد حزينة لم تعشها لقرون كإمرأة تمرغ في وجهها الفقر والمرض ، وصَنَعَ من أيامها الحداد والعزائات . رغم كل هذه المآسي التي ترتسم على شفتيها لا زالت تؤمن بفكرة الإنقلابات والإلتفافات على وضع القوانين ؛ لم تكن الأئمة القُدامى وحدها التي غادرت في ستينات القرن الماضي بل جائت من بقايا سلالات أصلابهم من تتماشي مع هذا الفكر الضال كالحوثيون الذين أنقلبوا مؤخرًا على بلد يؤمن بالقوانيين والحرية المطلقة تمكنه البقاء في ظل وطن ينعم بخيراته الجميع هذه الأفكار المهجنة تتقن السباحة بمهارة والتفنن في المياه العكرة لكنها تقلم اضافر من يصطدم بها ويخالف افكارها الممنهجة بصرامة وجدية مهينة ، فمنذ اجتياحها صنعاء عاثت فسادا في الأرض ومارست طقوسها الغبثية على السطح لمن يقبعون تحت سطوتهم وسلطانهم ، فيعتقلون لغيابات الجب من أرادوا ويعذبون ويقتلون وينفون من أرادوا كل هذا يندرج تحت هواة ومزاج سيدٍ بعث في كهف ترى أين تكمن حصافة ودها هادي لشد الخناق وإشعال الزيت بالنار لسحق هذه التمردات ؟ ومادور التحالفات الذي استدعاه لنصرة اليمن واليمنيين ؟ هل حقق انتصارات عظيمة وقبض بكفه على رقعة الأرض المسلوبة من هذه المليشيات ؟ ومادور ثبوت اقدام هذه التحالفات على أرض الجنوب وموانئها ؟ وماذا عن نشاط حركة الانتقاليين في الجنوب ؟ وهل يؤثرون بجدية على سير المعارك التي تدار رحاها ضد الحوثيون ؟ فالرئيس هادي لم يكن بهلواني ولا قبطان ماهرا لسياسته في دير المعارك ونشاطها وتأثيرها ، وإختياره لتحالف الخليجي لنصرة اليمن لم يكن موفقا بالشكل المطلوب . ماذا لو كان سياسيا فذ كارئيس رجب طيب اردغان ؟ فأرئيس اردغان سياسيا محنك وله رئيته الخاصة في إدارة سياسته وقيادة المعارك بشراسة ، أردغان يلعب دور الثعلب الماكر في مياة المتوسط ، ويخوض ضراوة المعارك الشرسة ببسالة في سوريا وأذريبجان المحتلة ارمينيًا للعقود ، فمغامرته للسياسة سيُشرب شعبه غاز المتوسط بدل المياة ، إلا أن سياسة اردوغان ودهائه ستمنحه القرفصاء على خارطة العالم !! إلا أن التقلبات العصيبة لليمن ستمنحها خطوات متعرجة تعُيدها للخلف.