ظلت تركيا خلال تاريخها الحديث شكلية ديمقراطياً، عسكرية مضموناً، وأسيرة للفساد، والوصاية العسكرية، وذات سياسة تبعية خارجياً.. حتى جاء حزب العدالة والتنمية إلى الحكم بزعامة (طيب رجب أردغان) الذي يحكم الآن لدورة انتخابية ثانية..وقد جاء حزب العدالة والتنمية إلى الحكم بعد أن أزاح العسكر (أربكان) وحزبه من الحكم، بل وحلّ حزب (أربكان) وحظر النشاط السياسي له. عند مجيء (حزب العدالة والتنمية) إلى الحكم لم يأخذ وقتاً..فبمجرد إعلان الحزب بعد حلّ (حزب أربكان) دخل الانتخابات مباشرة ببرنامج لامس هموم وطموحات المواطن التركي..الذي كان يئن من وطأة الفساد والأوضاع الاقتصادية المتدنية، والتبعية الخارجية..وحصل الحزب على ثقة الشعب التركي ليركز في دورته الأولى على اجتثاث الفساد والإصلاحات الإدارية، والاقتصادية ، وخلال فترة وجيزة أنجز (أردغان) الإصلاحات إلى حد أحس بها المواطن، ولمسها في حياته اليومية لتعزيز الثقة ب(طيب رجب أردغان) وحزبه، وتأهلهما للحكم..رغم كل محاولات التشويه التي حاولت أن تنال من (أردغان) وحزبه إلا أنها فشلت، وفاز في الانتخابات للمرة الثانية ليواصل مواجهته الداخلية مع المؤسسة العسكرية ولتطوير الاقتصاد، والإصلاحات الدستورية الديمقراطية بكل قوة وجراءة..جنباً إلى جنب مع تغير السياسة التركية الخارجية،وخاصة تجاه الكيان الصهيوني ..وقام باتخاذ مواقف وإجراءات حطمت وأنهت التحالف الاستراتيجي مع العصابات الصهيونية..وقد تحول في نظر الشعب التركي إلى زعيم، وليس رئيساً لحكومة وحزب فقط. وفي يوم 13 سبتمبر دق آخر مسمار في نعش الوصاية العسكرية والجنرالات العسكر على تركيا، وذلك بحصول التعديلات الدستورية على 88% من نسبة الناخبين في البلاد ..إن التغيير والتحول والتطور، والإصلاحات التي أقدم عليها (طيب رجب أردغان) أثبتت للشعب التركي أنه الرجل القوي والمتمكن من قيادة التحولات والتغيير والتطوير لصالح الشعب والديمقراطية.. وهو ما لم تدركه أحزاب المعارضة.