( عندما تشاهد تناقضا بين الخطاب الاعلامي والموقف السياسي للطرف نفسه فهذا نذير شؤم، وإنهيار إتفاق الرياض يظل أمرا واردا ) . وقع كل من حركة طالبان الافغانية والإدارة الاميركية قبل أشهر إتفاقا ينص على وقف القتال بينهما،بعدها مباشرة لم نسمع قط خطابا لأي من الطرفين يصف فيه الاخر بجماعة إرهابية او قوات غزو، ببساطة لقد أنحنى الخطاب الاعلامي للطرفين امام الموقف السياسي المعلن وخفت صوت الإستعداء تمهيدا لنفاذ بنود الاتفاق الموقع بين الطرفين " إعلام يعي جيدا طبيعة دوره ومسؤولياته ". لكن ماذا عن الخطاب الاعلامي التابع لطرفي اتفاق الرياض، لماذا يلتزم موقفا فوضويا وغير متناغم مع الموقف السياسي لقياداته رغم مرور عام كامل على التوقيع؟ لطالما اعتبرنا لحظة توقيع اتفاق الرياض اللحظة التي ستتعرى عندها كل دعاوى الخطابات والمواقف المتنافرة لطرفي الاتفاق الموقع قبيل انتقالهما الى طور جديد من تناغم الموقف السياسي والخطاب الإعلامي لكل طرف، لكن شيئا من هذا لم يحدث !! ان إستمرار وسائل إعلام الطرفين الموقعين على الاتفاق في عزف الحان تبدو خارج إطار النوتة والسيمفونية التي أقرتها القيادات السياسية المتوافقة إنما يعكس حقيقة مرعبة عن مدى فهم ومصداقية الطرفين عامة لبنود الاتفاق، وهو على أقل تقدير يكشف حجم الفجوة الكبيرة بين المسارين السياسي والاعلامي بداخل الطرف نفسه. واقعا ! وعلى خلفية تجدد المواجهات العسكرية بين الطرفين مع إعلان تمسكهما بالمسار السياسي ! أنت كصوت إعلامي مسموع عندما تصف الطرف الذي وقعت معه قيادتك السياسية إتفاق شراكة وتقاسم سلطة ب(العدو)، ألا ترى أنك هنا تناقض نفسك بغرابة شديدة، إذ ماهو تفسيرك حينها لموقف قياداتك السياسية المتلزم بالشراكة والتوافق مع عدوها المفترض حسب وصفك؟ وكيف ستبرر العمل مع عدوك هذا تحت مظلة حكومة واحدة؟ منطق غريب ولايستقيم البتة ..! لذا قلنا انه يتوجب على الشرعية والإنتقالي إلتزام منهجية ( ترشيد الخطاب الاعلامي) بما يتناغم ويتواكب مع مواقفهم السياسية ومتطلبات المرحلة. لاشك ان خطابا غير مسؤول كخطاب اليوم له تبعات كارثية على مستوى الشارع وليس النخب وحسب، وهو ما سيؤول بالنهاية الى تجدد الصراع وفشل الحلول السياسية حال أستمر هكذا .