(فيما جريفيث يدعو لسرعة تنفيذه، يستمر طرفي اتفاق الرياض بالتصعيد عسكريا في أبين ..)!! حاولت ان أضع قراءة حول تجديد المبعوث الاممي قبل أيام دعوته الشرعية والانتقالي الى سرعة تنفيذ إتفاق الرياض في ظل حالة التصعيد العسكري الحاصل اليوم وتنامي أحاديث شبح انهيار الاتفاق، فوجدتني لم أعد أفهم من المنفصل عن الواقع، طرفي الاتفاق المحتربة بأبين أم السيد مارتن جريفيث؟! عزيزي القارئ أسمح لي هنا بأن اضعك امام بعض من الشواهد التي تؤكد غرابة تعاطي طرافي الاتفاق مع الواقع ونقيضه : ففي الوقت الذي يصعد فيه الطرفان الموقف بينهما عسكريا، نرى فيه قياداتهما السياسية هناك بالرياض وهي تلتزم موقفا وديا تجاه بعضها، ماهذا المنطق؟وكيف نفهم هذا التناقض؟ وقع الطرفان إتفاقا يفضي الى حالة ( إنصهار وذوبان سياسي وعسكري بينهما )، وللعلم بمجرد ان تم التوقيع جاءت المباركة الدولية واحيلت نسخة الاتفاق مباشرة لمكتب الاممالمتحدة لتغدو إحدى آليات حل الصراع باليمن.. بمعنى آخر ! بات المجتمع الدولي الان ينظر الى طرفي الاتفاق كطرف واحد وينتظر منهما موقفا واحد ومسارا موحدا على طاولة مفاوضات الحل الشامل وبطبيعة الحال ستكون استحقاقاتهما المنبثقة عن اي تسوية نافذة لاحقا هي استحقاقات واحدة ومشتركة . السوال : إذا كان الطرفان يدركان حقيقة هذا الامر، فماهي إذن دوافع التصعيد العسكري الحاصل بينهما اليوم؟ ماهي مبرراتهما امام المجتمع الدولي وقد اضحيا طرفا واحدا كما قلنا؟ لاشيء .. لذا يوجه السيد مارتن دعوته وهو يعلم ماذا يقصد . الطرفان لم ينسحبا عن الاتفاق ولم يمضيا في تنفيذه، وراعي الاتفاق يحرص على عدم تسمية المعرقل ! فما الذي قد نفهمه من هكذا مواقف غريبة؟
إعلاميا ..فتلك قصة أخرى ! اذ يمعن الطرفان في شيطنة وتخوين بعضهما عبر وسائل الاعلام المختلفة، متناسين ان عقد الاتفاق لازال ساريا بينهما وان قيادات الطرفين لازالت تلتقي وتجتمع مع بعضها في غرف الرياض؟ فما الذي ستبرر به وسائل الاعلام شططها هذا؟ كان ذلك واقعنا الذي يناقض نفسه، فماذا عن دعوة جريفيث بالعودة الى هذا الواقع؟ دعوة المبعوث جريفيث لطرفي الاتفاق في ظل تصعيد عسكري وتعثر سياسي تؤكد ان المجتمع الدولي لايكترث كثيرا لما يحصل اليوم بينهما، فكل ما يعنيه عقب توقيع الاتفاق هو اعلان الحكومة ثم الانطلاق في مسار تسوية شاملة لحل الصراع باليمن . وهنا سيجد الطرفان نفسيهما محشوران في الزاوية وفي أتون معركة جانبية عنوانها صراع التمثيل الغالب في تكوينة جسد الطرف القادم المؤطر لمواجهة الحوثيين على طاولة المفاوضات . إذن هو صراع تمثيل سياسي بداخل كيان واحد وليس صراع مشاريع كما يعتقد البعض ..! وبصراحة لاداعي لنكران هذه الحقيقة لانها اساسا ليست سوى إنعكاسا لما يجسده نص اتفاق الرياض الذي وقع عليه الطرفان وأعلنا امام العالم التزامهما الكامل بتنفيذ بنوده. إلى ذلك تحديدا ستأتي دعوة السيد جريفيث غير عابهة بمواجهات ابين او غيرها، فالرجل يخاطب الطرفين كطرف وان ألمح الى تسمية شقي الطرف في دعوته تلك، إلا ان إشارة حديثه تظل واضحة : ( الزمن تجاوز دعوى كونكما مشروعين متضادين، فلا تدعا قطار التسوية الشاملة يتجاوزكما أيضا) والان ! من المنفصل عن الواقع؟ المبعوث مارتن جريفيث؟ أم جوقة الشرف التابعة للطرفين؟