30 نوفمبر 1967م هو يوم الاستقلال الأول لشعبنا الجنوبي العظيم من الاحتلال البريطاني وهو ثمرة ثورة 14 أكتوبر المجيدة 1963م وحصيلة نضال شعبنا الجنوبي الأبي ضد الاحتلال البريطاني وتضحياته الجسام طيلة أربع سنوات من الكفاح المسلح لشعبنا. 30 نوفمبر 1967م هو يوم ميلاد دولة الجنوب العربي بعلمها ونشيدها الوطني والمسماة حينذاك جمهورية اليمن الشعبية وعاصمتها عدن الحبيبة ثم سميت فيما بعد ذلك جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية هاهي تلكم الدولة الجنوبية الفتية والمكونة من ست محافظات المحافظة الأولى عدن والمحافظة الثانية لحج والمحافظة الثالثة أبين والمحافظة الرابعة شبوه والمحافظة الخامسة حضرموت والسادسة المهرة، والذي تم فيما بعد تغيير أسماء المحافظات إلى ماهي عليها اليوم عدنولحجوأبينوشبوهوحضرموت والمهرة وبصرف النظر عن أسماء المحافظات السابقة أو اللاحقة الحالية فالأهم من كل ذلك هو دمج وتوحيد ثلاثة وعشرين سلطنة وإمارة ومشيخة كانت في الجنوب ما قبل الاستقلال الوطني المجيد. كان لكل منها نظامها السياسي الخاص باستقلاليتها الإدارية والمالية ثم ذابت تلكم الكيانات والمسميات بعد الاستقلال الوطني للجنوب وانصهرت في إطار نظام سياسي واحد وتحت علم واحد ودولة واحدة أسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتلك هي من إيجابيات النظام السياسي لدولة الجنوب العربي ما بعد الاستقلال الأول للجنوب في العام 1967م وهناك إيجابيات أخرى كثيرة لذلك النظام من العام 1967م إلى عام 1990م يوم إعلان الوحدة المشؤمة لا يمكن لنا أنكارها من منطلق الأمانة التاريخية وفي المقابل فإن لذلك النظام السياسي في الجنوب ما قبل عام 1990م سلبياته في إدارة البلد سياسياً واقتصادياً وهي ما نعلمها جميعاً كما نعلم ايجابياته أيضاً وفي هذه المناسبة وكل مناسبة لعيد استقلال بلادنا الأول يجب علينا أن نقف مع أنفسنا ومع بعضنا البعض وقفة تقييمية لماضينا لنأخذ مما هو إيجابي ونتجنب ما هو سلبي في بناء حاضرنا ومستقبلنا لنستلهم من استقلال الجنوب الأول العبر والدروس ولنتحلا بموضوعية الطرح والتقييم لنجعل ذلك جزءاً من سلوكنا اليومي قولاً وعملاً لنضمن بناء حاضرنا بناءاً سليماً والسير قدماً إلى مستقبل زاهر لجنوبنا الحبيب أرضاً وإنساناً وليس عيباً أن يخطئ المرء يوماً من الأيام ولكن العيب أن لا يعترف بخطائه ويستمر على الخطأ وليس عيباً إن قلنا أخطاء هذا الشخص أو ذاك وبدون تجني من أحد ولكن العيب أن لا نتعلم من أخطاء الأخرين حتى لا نكرر أخطائهم نحن اليوم في حاضرنا ومستقبلنا هذا ما أردنا قوله لوجه الله الكريم والله على ما نقول شهيد.