إنه اليوم الثلاثون من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) , الذي يعتبر يوم طهارة هذه البلاد وتربتها من آخر قدم بريطانية رجسة بعد قرن واكثر من ربع قرن من الإحتلال القذر, لأقذر سلالة إستعمارية عرفها التاريخ . إنه فعلا يوم النقاء الذي محى اكثر من سته واربعون الف يوم من قذاراتهم واوساخهم وعفنهم الذي دأبو على زرعها ونشرها خلال فترة تواجدهم . إنه اليوم المجيد الذي بزغ فيه فجر هذا الوطن ولأول مرة بعد قرن ونيف من الليل العابس والظلام الدامس . إنه يوم البسمة والبهجة لهذه الأرض الطيبة بعد مئات الأشهر من الحزن الباذخ والألم العابث . إنه يوم امتلاك هذا الشعب لأرضه وقراره ولأول مرة بعد عقود طويلة من الرضوخ والخضوع والذل والمهانة . إنه يوم الأمل الذي يزورنا مرة كل عام ليخبرنا أن اليوم الذي سنملك فيه ارضنا وقرارنا ونصير اسياد على ارضنا آت لا محالة, إنه يوم الوطن الذي ياتي لإخبارنا كل عام بأن هذا الوطن لنا وملكنا وأن الرحيل المهين هو المصير الحتمي لكل أجنبي وغريب عنه مهما طال مكوثه ومهما كانت امكانياته . إنه يوم #تتويج_الشهداء الذي يخبرنا أن تلك الدماء الزكية التي جرفت أعظم امبراطوريات الأرض لن يعجزها جرف حفنة من الدويلات الإستعمارية الهشة والضعيفة .