من يتنازل أولا ؟ ومن يبقى أخيرا الشرعية أم الانتقالي؟ المصالحة الخليجية والمصالحة اليمنية من المنتصر ومن المهزوم؟. مع الأحداث المتسارعة والمتغيرات الجديدة بقيادة دولة الكويت التي تشير إلى عودة العلاقات بين الأشقاء الخليجيين ونعني السعودية وقطر يبقى التساؤل قائم حول علاقة التحالف بشركائه في اليمن بعد تلك المصالحة وهل ستكون هناك اتفاقات جديدة بُني عليها بالأساس التصالح الخليجي حول الملف اليمني؟ ولصالح من؟ وكيف ستكون الأيام القادمة على حضرة شركاء التحالف في اليمن (حضرة كلينيكس التحالف) ولماذا بدأ الحديث يأخذ طابعا جادا أو دعنا نقول مختلفا عن السابق في تطبيق اتفاق الرياض وإعلان الحكومة من قبل التحالف (السعودية) ؟. أعتقد أن وضع التحالف في جنوباليمن على وجه الخصوص بعد إعلان عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة قطر قد أخذ أو سيأخذ بُعْدا آخر عن المعالجات الضبابية السابقة ولعلنا سوف نراه في الأيام القادمة وخاصة بعد تحفظ الإمارات والبحرين على المصالحة أو دعنا نوصفها بعدم الرضا رغم عدم الرفض أو حتى إعلان قبولها من قبل دولة الإمارات والبحرين إلا بعد التلكؤ ويكفي أن ندلل على هذا بإعلان دولة الكويت والسعودية وقطر المصالحة وعودة مجلس التعاون الخليجي دون حضور واضح من الجانب الإماراتي والبحريني عدى عن ما رأيناه من تراشق إعلامي في مواقع التواصل بين شخصيات سياسية إماراتية معتبرة تدل على امتعاض الإمارات من تلك المصالحة وردود شخصيات سياسية سعودية كبيرة عليها والذي ترك علامة استفهام كبيرة حول حقيقة الصلح الخليجي؟. من وجهة نظري إن دل هذا فإنما يدل على حقيقة الخلاف داخل البيت الخليجي في جدية إنهاء الأزمة كما جاء في أصل إعلان التوافق من قبل طرفي الأزمة (السعودية قطر) زائد دولة الكويت دون حضور الأطراف الخليجية المعنية كلها!. ومن هنا ستعرف أن ملف اتفاق الرياض سيأخذ بعدا آخر كما تقدم وسواء دخلت الإمارات في الاتفاق الخليجي الذي يرى ضرورة عودة مجلس التعاون أم لا فإن الاتفاق سيأخذ منعطفا آخر سيكون فيه الحسم بالتوافق أو بالحسم العسكري ولهذا فإنه لا محالة سينعكس التوافق الخليجي الجزئي أو الكامل على تقارب آخر حول الملف اليمني وحول إنهاء الخلاف بين الشرعية (أتباع السعودية) وبين الانتقالي (أتباع الإمارات) تبعا للترتيبات القادمة في الخليج وحجم تدخل كل دولة في اليمن وهل ستعود قطر للتحالف؟ أم ستخرج الإمارات منه؟ أم سيجتمع كل الأطراف كما كان الوضع قبل إعلان المقاطعة في (5/يونيو/2017)؟ أم سيخرج التحالف كله من اليمن ويسلم اليمن للمجتمع الدولي؟.. كلها تكهنات ممكنة لكن تبقى حقيقة واحدة وهي عدم تؤثر الشمال بهذا الاتفاق حاليا وتساؤل حول من سيتم الاستغناء عنه في المرحلة القادمة فيكون الكلينيكس ومن سيظل إلى مرحلة الحل الشامل؟ وهل سيكون التنازل من بعض الأطراف هو الحل ليظل حتى الحل الشامل كل شيء جائز ؟!. أخيرا نتساءل ما الذي استفاد منه التحالف من حرب اليمن؟ وما الذي سيستفيد منه التحالف بهذه المصالحة الخليجية حول اليمن؟ والسؤال الأكبر والمهم بعد مرور ما يقارب الستة أعوام على تدخل التحالف العربي في اليمن من يستطيع بكل تجرد أو من يكون عنده الجرأة والمصداقية كي يعدد لنا فوائد إعلان عاصفة الحزم على اليمنجنوبا وشمالا؟ وما هي الضمانات التي تنهي أو تحل كل مشكلات الحرب في اليمن مستقبلا؟ وختاما من يستطيع أن يؤكد لنا أن القادم أجمل؟ إذا القادم أسوأ!؟