كشفت مصادر رفيعة تمكنت من إزاحة الستار عن بعض التفاصيل والكواليس المتعلقة باتفاق المصالحة الخليجي الذي نتج عن اجتماع مفاجئ لوزراء الخارجية الخليجيين عقد مساء الخميس في مطار قاعدة الرياض الجوية بحضور جميع وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي. ونقل موقع “أسرار عربية” من مصدر وثيق الاطلاع في الرياض فان السعودية هي التي طلبت عقد الاجتماع، وعرضت استضافته لإنهاء الأزمة، بعد أن تفاجأت من رد الفعل القطري على سحب السفراء طوال الأسابيع الماضية، حيث كانت الدوحة غير مكترثة من سحب ثلاث سفراء خليجيين، فيما كانت التقديرات لدى كل من الرياض وأبوظبي أنها ستتجاوب لمطالبهم بمجرد سحب السفراء. أما لماذا وافقت قطر على حضور الاجتماع الخليجي في الرياض وما الذي استجد بالنسبة لها، فيقول المصدر السعودي إن الدوحة رأت في إقالة عدوها اللدود الامير بندر بن سلطان رئيس جهاز الاستخبارات السعودية رسالة ايجابية مهمة، وذهبت الى الاجتماع على أساس أن السياسات السعودية تتغير، وأن المملكة قد تغير من مطالبها التي تقدمت بها سابقاً. ويكشف المصدر إن سحب السفراء الثلاثة تسبب بأزمة للسعودية، حيث أنه أغضب كلاً من سلطنة عمان ودولة الكويت، فيما لم يثمر عن تحقيق أي إنجاز للسعودية أو للامارات، ولذلك فان الرياض أرادت إنهاء هذا الملف والخروج من هذه الأزمة بعقد لقاء وزراء الخارجية في الرياض، تمهيداً لإعادة السفراء، ومن ثم تهدئة الغضب الكويتي العُماني. لكن اجتماع الرياض الذي خفف من الغضب الكويتي العُماني أشعل غضباً في الاتجاه الآخر، حيث أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان طوال يوم الجمعة 18-04-2014 يجري اتصالات غاضبة مع المسؤولين السعوديين الذين اعتبرهم تراجعوا عن معاقبة دولة قطر. وبحسب المعلومات التي توفرت لدى مصدر “أسرار عربية” في الرياض فان قطر لم توافق على أي من المطالب السعودية والاماراتية، ولذلك خلا البيان الصادر عن الاجتماع من أية اشارة تتعلق بعودة السفراء الخليجيين الى الدوحة، حيث لم توافق قطر على أي مطلب خليجي، في الوقت الذي أبقت فيه دول الخليج الباب مفتوحاً أمام مسألة عودة السفراء أو بقاؤهم في بلادهم دون عودة الى الدوحة. وعلى ذات الصعيد "أكد مصدر رفيع المستوى في الدوحة لموقع “أسرار عربية” أن العلامة الشيخ يوسف القرضاوي لن يغادر دولة قطر، نافياً بشدة صحة الشائعات التي تتحدث عن عزمه الانتقال الى تونس والاقامة فيها، كما أكد المصدر أن الدوحة لم تغير أياً من مواقفها كنتيجة للاجتماع الذي عُقد في الرياض مساء الخميس بحضور وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي. وكان اللقاء قد انتهى الخميس في الرياض دون إعلان أية نتائج سوى بيان يتضمن مجموعة من المجاملات، فيما تحدثت مصادر إعلامية أن قطر رفضت المطالب المتعلقة بطرد عدد من رموز الاخوان، ورفضت تغيير موقفها مما يجري في مصر حيث أصرت على اعتبار أنه “انقلاب عسكري” ولا شيء غير ذلك. وأكد السياسي الكويتي، وعضو مجلس الأمة السابق، والناشط المعروف ناصر الدويلة في تغريدة له على “تويتر” أن “السياسة السعودية تغيرت بعد رحيل الامير بندر بن سلطان عن رئاسة الاستخبارات السعودية، مؤكداً أن “لا مؤشرات على تصعيد في العلاقات الخليجية والحمد لله”، وهو ما يؤكد ما نشره موقع “أسرار عربية” في تقرير سابق تحت عنوان (اتفاق المصالحة الخليجي: السعودية تريد الخروج من أزمتها.. والامارات غاضبة). وقال الدويلة في تغريدة ثانية له على تويتر إن “ثبات الموقف القطري ودعم الشعوب الخليجيه له عزز الترابط الخليجي وقدم المصالحه وابتعد المأزمون.. يبقى ان نتطلع لمزيد من التعاون المتكافئ بيننا”. واضاف: “نشكر الحكومه السعودية على استعادتها لدورها الريادي العادل في العلاقات الخليجية ونشكر سمو الشيخ صباح الاحمد والسلطان قابوس على مبادرتهم”، في أول اشارة على أن اجتماع الرياض الذي عقد الخميس كان بمبادرة ووساطة من كل من دولة الكويت وسلطنة عُمان.