تقرير يتناول مستجدات تنفيذ اتفاق الرياض ووقف الصراع المسلح في أبينوعدن.. ماذا تعني التحركات السعودية الأخيرة.. هل تملك الرياض قدرة الفصل بين القوات المتحاربة في أبين؟ هل سنرى تطبيقاً حقيقياً للشق العسكري في اتفاق الرياض؟ هل ستعلن الحكومة فعلاً خلال أسبوع؟ كل هذه الإجراءات هل ستنهي الأزمة المستمرة منذ عام؟ اتفاق الرياض.. هل حانت لحظة التطبيق؟ (عدن الغد) القسم السياسي: مرة أخرى.. تعود أنباء اتفاق الرياض إلى الواجهة، خاصةً بعد المعلومات الواردة من محافظة أبين حول بد تنفيذ الانسحابات العسكرية المتبادلة، بين قوات الحكومة الشرعية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي. لكن هذه المرة، تبدو نوايا المملكة العربية السعودية، مغايرة لما سبقها من محاولات سابقة، لتنفيذ الاتفاق، وإجبار الطرفين على الانصياع، وفق مراقبين. فالظروف الإقليمية والدولية، تضغط على الرياض وتدفعها نحو مزيد من السيطرة على خيوط اللعبة في اليمن، خاصةً وأن ثمة مخاوف من تدخلات خارجية في أبين وما يدور هناك. لهذا خرجت القيادات السعودية لتتحدث عن أن عام كامل من تسويف عملية التنفيذ قد كانت كافية لما قالت عنه "صبر اليمنيين"، في إشارة إلى مرور أكثر من عام على توقيع اتفاق الرياض، دون أي تنفيذ، وأن الوقت الراهن، يؤكد أنه "حان وقت جني الثمار". هذا الحديث الذي يحمل إصرارًا على التنفيذ، يشكك فيه الكثير من المراقبين، الذين لم يتفاءلوا كثيرًا بالتطورات العسكرية المستجدة في أبين. صراعات مستمرة منذ عام منذ نحو عام، استمر الصراع العسكري في أبين، والذي جاء نتيجة ما حدث في عدن عقب أغسطس 2019. فبعد أن طردت قوات الانتقالي الحكومة الشرعية بقواتها الضئيلة التي كانت متمركزة في عدن، لم تستطع الأولى من الاستمرار نحو الشرق، وتوقفت طموحاتها وسط أبين، بعد أن تعززت قوات الشرعية بعتاد ومعتدات ومقاتلين من شبوة. وبقيت قوات الجانبين تفرغ طاقتها وتستنزفها بمعارك شرسة وعنيفة، لن تحقق لأي منهما تقدماً أو إنجازاً يذكر، غير سفك دماء الجنود والمقاتلين الشباب من أبناء الجنوب. كما مثل الصراع في أبين "ترمومتر" المشاورات السياسية الدائرة بين ممثلي الطرفين في العاصمة السعودية الرياض، فكلما سارت المفاوضات سيراً طبيعياً هدأت وتيرة المواجهات، لكن بمجرد تعثر المشاورات تشتعل المعارك وجبها أبين سريعاً. ويبدو أن تمسك كل طرف برؤيته في تنفيذ اتفاق الرياض هي من جعلت الصراع في أبين يحمل الكثير من الرمزيات، ذات الدلالات التاريخية والمعاصرة المتعلقة بخلفيات الصراع. فالانتقالي تمسك بضرورة الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، قبل الخوض بالانسحابات العسكرية، سواء من عدن أو أبين، بينما تمسكت الحكومة الشرعية بالشق الأمني والعسكري وتنفيذه في عدن تحديداً، قبل أن تعلن الحكومة المرتقبة. ما الذي استجد؟ تحدثت مصادر مسؤولة في تحالف دعم الشرعية باليمن، أنه تم استكمال كافة الترتيبات اللازمة لتطبيق آلية تسريع تنفيذ (اتفاق الرياض). وذكرت صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية، عن إتمام التوافق على تشكيل الحكومة اليمنية بعدد (24) وزيرًا ومن ضمنهم وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي ومختلف المكونات السياسية اليمنية، حسب وكالة واس السعودية. وأوضحت المصادر، وفق ما نقلته (عدن الغد) أنه تم استيفاء كافة الخطط العسكرية والأمنية اللازمة لتنفيذ الشق العسكري والأمني. وأضافت المصادر أن قيادة القوات المشتركة للتحالف ستقوم من خلال المراقبين العسكريين من التحالف على الأرض ابتداءً من يوم الخميس (10 ديسمبر 2020م) بالإشراف على فصل القوات العسكرية في (ابين) وتحريكها إلى الجبهات، ومن العاصمة (عدن) لخارج المحافظة. كما ستستمر قيادة القوات المشتركة للتحالف في دعم الوحدات الأمنية للقيام بمهامها الجوهرية في حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة التنظيمات الإرهابية. واختتمت المصادر تصريحاتها بأنه تم التوافق على إعلان الحكومة المشكلة فور اكتمال تنفيذ الشق العسكري، وفي غضون أسبوع. هذا التوافق هو ما استجد في الصراع الدائر بالجنوب، وتحديداً في أبين، التي تدفع الثمن منذ أكثر من عام، وحان وقت طي صفحة الصراع فيها. لكن هذا التوافق ليس الأول بين الحكومة والانتقالي بشأن تنفيذ اتفاق الرياض، حيث سبق وأعلن التحالف في يوليو الماضي التوافق على آلية تسريع خاصة بالاتفاق وتشكيل الحكومة وإيقاف التصعيد في أبين ومختلف المحافظات، إلا أنه ومنذ ذلك الوقت استمرت خروقات وتصعيد الطرفين في أبين، مما عطل عملية إعلان التشكيل الجديد للحكومة أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، وهو الأمر الذي قد يرجح فشل هذا التوافق، إذا لم يضغط التحالف لتنفيذ هذا التوافق. غير أن هذه المستجدات الأخيرة، رافقتها تصريحات من قيادات الحكومة الشرعية وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، يمكن أن تكون مؤشراً لوجود نية حقيقية هذه المرة في تنفيذ الاتفاق والجوانب الأمنية والعسكرية. تصريحات عن السلام مواقف الحكومة الشرعية أعلن عنها الرئيس هادي، الذي خرج بتصريح تحدث عن ضرورة توحيد الجهود لمواجهة "تمدد المشروع الإيراني" في اليمن. كما أشار هادي في حديثه إلى أن الوقت قد حان لتنفيذ اتفاق الرياض، بعد مرور أكثر من عام على الصراع العسكري في أبين، وتدهور الأوضاع الخدمية والاحتياجات في عدن وغيرها من مدن الجنوب. وفي ذلك تأكيدات من قبل جانب الحكومة على التوصل إلى توافق حول المستحقات القادمة، أكدتها تصريحات قيادات الانتقالي. حيث قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي: إنه تم التوافق النهائي على قائمة الحكومة والتي ستعلن خلال أسبوع بالتزامن مع تنفيذ الترتيبات العسكرية، ومن ثم تنفيذ بقية بنود اتفاق الرياض بما فيها تشكيل الوفد التفاوضي المشترك للعملية السياسية. الزبيدي كان يتحدث لصحيفة (الشرق الأوسط)، حين أكد أن اتفاق الرياض يمثل فرصة للسلام في الجنوب واليمن، ويوفر محطة محورية لتحقيق تطلعات شعب الجنوب وأهدافه المشروعة، مؤكداً أن الانتقالي سيظل المجلس شريكاً استراتيجياً مع الأشقاء في السعودية والتحالف. وأشار الزبيدي ل(الشرق الأوسط): إلى ما أسماه "الحرص" على توحيد الجهود السياسية والعسكرية تجاه مجابهة تهديدات ميليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية والمتطرفة، وكذا إفشال المخططات المعادية التي تستهدف الأمن القومي العربي"، وفق وصفه. وأضاف الزبيدي "تم التوافق النهائي على قائمة حكومة الكفاءات السياسية المنبثقة عن اتفاق الرياض، وسوف يتم إعلانها خلال الأسبوع المقبل بالتزامن مع تنفيذ الترتيبات العسكرية، يليها تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض، بما في ذلك تشكيل الوفد التفاوضي المشترك للعملية السياسية الشاملة". وقال رئيس المجلس الانتقالي: إن اتفاق الرياض "يوفر محطة محورية على طريق تحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته المشروعة، ومن هذا المنطلق سيظل المجلس شريكاً استراتيجياً مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي في مختلف الملفات والقضايا ذات الصلة حتى تحقيق وتأمين جميع المصالح والأهداف المشتركة". ولم ينسَ كلا الطرفين تقديم الشكر والامتنان للقيادة السعودية في حرصها على إحلال السلام في اليمن والجنوب، وتوحيد جهود الانتقالي والشرعية في هذا الاتجاه، "رغم مرور ما يزيد على عامٍ من الصراع المسلح في الجنوب بين الحكومة والانتقالي". هل ستنجح السعودية هذه المرة؟ ولعل الأخبار التي تتحدث عن قرب الإعلان عن الحكومة الجديدة خلال أسبوع، وإنجاز عملية الانسحابات العسكرية في غضون هذه الفترة، تبدو صعبة إن لم تكن مستحيلة. وهذا ما يدفع البعض للتشكيك في تنفيذ اتفاق الرياض، وتفاصيله المتمثلة في الانسحابات العسكرية والإعلان عن الحكومة، والتشكيك في قدرة السعودية على إجبار طرفي الصراع على الانسحاب والتوافق، بحسب انطباعات وآراء مراقبين سياسيين. حيث يقول الصحفي صلاح السقلدي: "إن التعويل الجنوبي على التفاهمات التي جرت مؤخراً بين الشرعية والانتقالي وعلى بنود أتفاق الرياض في حال تم تنفيذه يتلخص بجزئية واحدة وهي وقف الاشتباكات المؤلمة في أبين. مضيفا في منشور له على صفحته في (فيس بوك)، رصدته (عدن الغد)، أن ما دون ذلك صعب التعويل عليه، فكل الأمور في حال تم تطبيق هذه التفاهمات وبنود اتفاق الرياض ستكون بيد التحالف، خصوصاً بالجوانب العسكرية والأمنية وجمع السلاح، وسيكون الجميع منزوعي الأنياب والمخالب. وتابع السقلدي: ما صدر يوم الخميس عن التحالف من تصريح بشأن التفاهمات التي جرت مؤخراً بين الانتقالي والشرعية حوْل الخطوات العسكرية والسياسية؛ يكشف صراحة أن الآمر الناهي في عدن والجنوب عموماً سيكون التحالف "وحده لا شريك له" ولا منازع- على الأقل فيما يتعلق بالجانب الأمني والعسكري وبحيازة السلاح بما فيها الأطقم- فهذا ما أكد عليه بيان التحالف وتؤكده بنود اتفاق الرياض، بحسب السقلدي. وهذا يعني بالضرورة أن الطرفين سيكونان منزوعي المخالب والأنياب بالجنوب وبعدن تحديداً، وسيكون التحالف أو بالأحرى السعودية هي من يمسك بالعصا والجزرة عند قومٍ جائعون وضائعون، يمضون صوب المجهول. وملص الصحفي السقلدي إلى نتيجة مفادها: "أنه لا نعول على هكذا تفاهمات واتفاق إلا جزئية وقف اشتباكات أبين المؤلمة، فما دون ذلك صعب التعويل". وأضاف، صحيح أنه من الصعوبة على السعودية أن تضطلع بأمر عسكري وأمني كبير بهذا الحجم بحكم تواضع خبرتها العسكرية والأمنية على الأرض وبافتقارها للخبرة الكافية لطبيعة المجتمع في الجنوب، لكن هذا لا يقلل من حقيقة أنه سيكون للمملكة- وربما الإمارات الى حد ما- في قادم الأيام اليد الطولى بشكل مباشر أو غير مباشر، وبيدها سترسم خارطة التسوية السياسية القادمة- في الجنوب- وليس في الشمال- أو في أقل حال ملامح هذه الخارطة إن لم تكن كل تضاريسها السياسية المستقبلية. وأكد السقلدي قائلاً: "يكفي أنها (السعودية)، التي تملتك صولجان "الترويع والإذعان"، بحسب وصفه، بيد سحر المال وهيلمانه باليد الأخرى، أمام جزء كبير من نُخب سياسية وحزبية وعسكرية وإعلامية وثوروية لا تترد أن تبيع الجمل بما حمل نظير فتات من المال والمكاسب؛ ولهذا فمستقبل الجنوب وحتى مستقبل هذا الشرعية يتم تسليمه للغير. الحكومة لن تُشكل.. والمواجهات ستستمر في مقابل توقعات السقلدي بقدرة السعودية على التحكم بطرفي الصراع، يقدم المحلل السياسي ورئيس تحرير موقع (مراقبون برس)، ماجد الداعري، تحليلاً حول أنه لا توجد مؤشرات أو احتمالات على قرب تشكيل حكومة يمنية جديدة، مع استمرار الحرب بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة في أبين. وأكد الداعري في تصريحات إعلامية وجود: "خلافات على تقاسم الوزارات بين الأحزاب والقوى، وخلاف آخر على الأفراد الذين سيتم تعيينهم في الوزارات السيادية مثل (الداخلية، الدفاع، الخارجية، المالية)، ولذلك فإن تشكيل الحكومة في ظل استمرار هذه الظروف، بعيد الاحتمال. وأضاف الصحفي الداعري: إذا تمكنوا في نهاية المطاف من تشكيل الحكومة، فلن يكون هناك إجماع وطني عليها، وكفاءات قادرة على التعامل مع الواقع المعقد، وبالتالي لن تكون الحكومة قادرة على التعامل مع التحديات الحالية، عوضاً عن مواجهة الحوثيين الذي لن يكون هدفاً مشتركاً للجانبين طالما استمرت المعارك في الجنوب، وطالما استمر إصرار الشرعية على تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق قبل إعلان تشكيلة تلك الحكومة الجديدة المتعثرة. وأكد الداعري أن الصراع المستمر منذ ست سنوات باليمن أدى إلى وضع لا يمكن السيطرة عليه في البلاد، وأن أي حكومة قادمة ستحتاج إلى العمل كرجل إطفاء، لوقف الاقتتال الداخلي في الجنوب ومعالجة القضايا المتعلقة بالخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية ودفع الرواتب، علاوة على ذلك يجب أن تكون مستعدة لمواجهة سيل محتمل من التحديات والصعوبات الكبيرة. مما يؤكد أن الخلافات حول الشق الأمني والعسكري في اتفاق الرياض سيظل ماثلاً، ما لم تتوحد جهود الحكومة الجديدة وتتفق أهدافها وغاياتها في انتشال المواطنين مما يعانون منه خدمياً ومعيشياً. تعليقات القراء 511141 [1] دولة دولة ياجنوب السبت 12 ديسمبر 2020 سالم باوزير | حضرموت م شبام لايوجد صراع على السلطة شعب الجنوب العربي وجيشة يدافعون عن وطنهم ودولتهم ليستعيدوهويتهم واستقلالهم من ابشع مستحمريمني همجي متخلف