الخارجون من معارك الحبّ أشدُ خسارة من أولئك المتحاربين ، هذا صحيح ، وهكذا يقول بعض كتبة العصر ، أمّا أنا فلست بخاسر ، ولم ولن أنكسر ولو تعددت هزائمي ، معاركي لم تزل قائمة ، وفتوحاتي في هذه البلاد عظيمة تترى . بالأمس -وعلى مقربة من قلعة القاهرة في تعز- وبينما الأحرار في شارع جمال يرسمون البدايات لثورة جديدة عُرفت بثورة الجياع ؛ فتحت قلب حبيبة يصعب على جيش عرمرم التقدم نحوه ، فتحته بمدفع حرفي ، وصدق شعوري ، كنت أغني بقول شاعر : بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن بخلوا عليّ كرام
هدمت تلك الحصون اللاتي كانت تتحصن فيها تلك الفاتنة ، دككت آخر معاقل غرورها ، أحرقت وثيقة دستور قسوتها ، نزعت الألغام التي زرعت في طريقها، أقمت العدل ، أعدت لقلبي اعتباره وقد طاف حولها سبعا عند قدومه ، عفوت عنها ولم أكبل يديها بالأغلال كما يفعل المنتصرون .
تلك هي زوجتي المستقبلية ، ومحبوبتي القديمة "حمامة التعزية" التي ما كنت أتخيل نفسي سأظفر بها ، أو أن أجد بيتها ، بعد أن كدت أرتطم في وحل الحبيبات ، بيد أن عناية الله تحوطني ، وما هي إلا أيام ونكتب كتابنا.