قالت مصادر من طرفي النزاع في سوريا إن القوات الحكومية السورية ومقاتلي حزب الله شنوا هجوما ضاريا للاستيلاء على مزيد من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في بلدة القصير الحدودية يوم السبت. وقالت المعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إنه جري الدفع بمزيد من الدبابات والمدفعية في محيط المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ببلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية. وقال الناشط مالك عمار في محادثة عبر موقع سكايب "لم أر مثل هذا اليوم منذ بدء المعركة. القصف عنيف ومكثف. يبدو أنهم يحاولون تدمير جميع منازل البلدة." وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 30 شخصا قتلوا في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة يوم السبت معظمهم من المعارضين وأصيب عشرات آخرون بجروح. والمعارضة محاصرة إلى حد كبير داخل القصير وهي بلدة يقطنها 30 ألف نسمة أضحت ميدانا لمعركة استراتيجية إذ تريد قوات الأسد استعادة السيطرة على المنطقة لتأمين طريق يصل بين دمشق ومعقل الرئيس على ساحل البحر المتوسط والفصل بين الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال والجنوب. وتقاوم قوات المعارضة لصد الهجوم إذ ترى أن الاحتفاظ بطرق الإمداد عبر الحدود أمر حيوي وتريد أن تحرم الأسد من انتصار تخشى من احتمال أن يمنحه اليد الطولى في محادثات السلام المقترحة تحت رعاية الولاياتالمتحدة وروسيا في الشهر المقبل. ويعتقد أن قوات الأسد سيطرت على ثلثي القصير ولكن الثمن كان باهظا في حين تصر المعارضة على أنها تصد أي تقدم جديد. وقال مسؤول مقرب من حزب الله لرويترز إن وتيرة تقدم المقاتلين في القصير بطيئة جدا. وأضاف "نحن في المرحلة الثانية من خطة الهجوم لكن التقدم بطيء جدا وشاق. قام المتمردون بتلغيم كل شيء الشوارع والمنازل.. حتى البرادات ملغمة." وذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله إن الجيش السوري استعاد سيطرته على مطار الضبعة القريب من البلدة الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة قبل بضعة أسابيع. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن قوات الأسد وحزب الله تحاول التقدم داخل المدينة على ثلاثة محاور. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد لرويترز عبر الهاتف "يحاولون كسب موطيء قدم في كل منطقة لم يوجدوا بها." ويقول مقاتلون معارضون في جميع أنحاء سوريا إنهم أرسلوا وحدات إلى القصير. وقال العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري بمحافظة حلب إن المجلس العسكري المعتدل الذي يحظى بدعم دولي وكتيبة التوحيد الإسلامية أرسلا قوات إلى مشارف البلدة لمساعدة مقاتلي القصير. ولكن الناشط مالك عمار قال إن القوات لم تصل بعد ويشدد على أن قوات المعارضة في القصير مازالت تقاتل وحدها. وقال "لا يدافع عن القصير إلا رجالها." (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال) من اريكا سولومو