اعتاد معلمو اللغة العربية ومؤلفو كتب الإملاء منذ عهد بعيد على تعليم بعض قواعد الكتابة بمايخالف أصول اللغة ومنطق العربية في صوتياتها ونحوها وصرفها بدافع التقليد فحسب من ذلك التسهيل هو رسم الكتابة بسهولة بدلا من الإطالة في رص القواعد المتشابهة خدمة منهم وشفقة ورحمة لعشاقها ، لتعم الفكرة وتحصل الفائدة بعكس الرهبان وفطاحلة اللغة من هذا التسهيل ، وبالمقارنة مع ذلك نجد كبار الموجهين لايفقهون هذا وجاءت الثمار عند حصادها غير ناضجة !! فلست أنا من المغرمين بهذا الضرب للامثال من الواقع أو النبش لها ، ولكن هذه حقيقة وحديث الساعة نعايشها في واقعنا التعليمي برمته على مستوى مدارس الوطن ومن كبار موجهي عصرنا عندما نلاحظهم تاركين أعمالهم الفنية آخذين لهم صبغة وصفة الحانوتي والبقال ، فذلك هو الماء العذب عندما يختلط بماء أجاج ، ياعوف الله 00 ياعوف الله !! وكذلك من الأخطاء الشائعة والتي لاحصر لها والتي تعتبر أسطورة خرافية في واقعهم البائس ومعتقداتهم الهوجاء والذين هم أمنوا بها دون سواهم من أن التربية علم مغلق وله باب واحد ، فالتربية حقل خصب وذات توجيه مهني واسع ، وقد شرح (أفلاطون) في جمهوريته الطريقه المثلى لإعداد طبقات الصناع والجنود والفلاسفة على الترتيب من ذلك في أوسع نطاق لفن التربية وتعاليمها الجمالية 0 ونلاحظ ايضا ونحن عابرين ان هناك تفرقة ظاهرة بين الثقافة والنفع ، والكل يعلمها ويعرفها والواقع أن هذه التفرقة واضحة لا لبس فيها وأنها ترجع إلى اساسيات محتوى المنهج الذي صمم لذلك ، تعايشنا فيما بعد بطرق غير تربوية وغير مسموحة من أن بعض الموجهين جعلوا منها صورة معتمة خارجة عن الفائدة والثقافة بأسلوب تقليدي وبالتالي أصبح ميراث شرعي يتعلمها الناشئة في المدارس ، بعيدا عن الجوهر والمضمون وهم بذلك قد أساءوا عن جهالة للمعلم ومن ثم أتت البصائر على يديه عمياء 0 فما يحدث داخل المدارس وتحديدا في حجرات الدراسة من أنماط سلوكية معقدة كما هو الحال في المجتمع المحيط أصبح المربون بريئون من هذه التهمة والتي سببها الموجهين الذين هم جعلوا اتجاه التربية الحديثة في معظم المدارس اتجاه فردي بصرف النظر عن أنه اتجاه إنساني ولكنه في أضيق معانيه 0 فقد وقع الفأس في الرأس فكيف تقبلنا هذا ؟ فهذه مبادرة من الباحث والموجه الكاتب الصحفي الخضر البرهمي لعل وعسى مشمولة من أفكار مختزلة قبل أن تقفل الجامعات أبوابها في وجه خريجي المدارس والثانويات وينظر المتخرج من الكليات النظرية إلى زميله الذي تخرج من المعاهد العلمية نظرة استصغار واحتقار !!