حياتنا أصبحت علامة استفهام .. عفوا علامات استفهام ، عديدة ، وكبيرة جداً ، بحجم واقِعنا المرير تحاصِر مستقبلنا المُعاش ، وُمستقبل الجيل الجديد القادِم ، نريد لها إجابات حقيقية لواقعنا المُتبلد ، لا نريد علاجات مُسكنِة ، لقد أدمناها ، وأصبحت ليست بذات فائدة ، لجسد مريض ، ترجوها قيادتنا السياسية والتنفيذية من صرفها لنا ، لأنها تدرك تمام الإدراك أنها لا تشفي واقعا معاشاً ، لأنها صُرِفت في كل مُنعطف مر بنا ، فقط .. تغير أسم الطبيب ، والشركة المصنعة ، هل لأنهم أدمنوا التقليد؟! أم لأن الشعب في تفكيرهم لا يستحق بذل العناء من أجله ، لتغيير واقعه ( شعب عرطه يرضى بالقليل ) ، أم لأنهم خرجوا من نفس الأكاديمية ( خبز يدي والنطيع ) ، أم أننا هكذا حفِظنا صناعة الكعكة ، بدون نكهات (دقيق ، ماء وملح ) . لكي نكتسب طريقة جديدة لصناعة الكعكة ، يجب أن نخرج عن مطبخ جدتنا القديم ، لإدارة مؤسسات الدولة ، ونعتبره إرثاً عبثياً ، لا يستحق أن نقلب فية للبحث عن ما يُفيد ، لحل مشاكلنا ، لا نحقق به طموحنا للمستقبل القريب ، والبعيد ، ونعد العُدة ، ونؤسس لمطبخ فيه الكثير من الرفوف بعدد مشاكل حياتنا ومتطلباتها ، ونعَنونها بعناوين واضحة بارزة لا لبس فيها ولا خجل ، ونضع فيها أفكارنا الجديدة المبنية على أسس علمية صحيحة ، في جميع مناحي الحياة ، ليكون معبراً عن جُهدكم المتواضع ، لتأسيس نظام مؤسسي مبني على الشفافية والوضوح ، ويكون قاعدة متينة لمن خلفكم . (هل سيكونون مُسبعون ذات متاريس وَصِدَم ، لمن عبث بشعب الوطن ، أم عاديون كغيرهم غير عابئين بهموم شعب الوطن . كم سمعنا كم رأينا من حكومات تشكلت ، وأقسمت بعظيم القسم ، ومات الشعب بعدها ، بالندم ) . فالأفضل أن نبدأ من الصفر ، ليس هناك عيباً ! ، فالصفر له قيمة إذا أستخدم الاستخدام الصحيح ، حيث يمكن أن يحول قيم الآحاد إلى عشرات والعشرات إلى مئات ، وهكذا ، حتى نصل به إلى التريليون ، إذا وضعنا الصفر في مكانه الصحيح ، كما تعلمنا ، على يمين العدد ، أما إذا وضع على يسار العدد فالإجابة واضحة؟! ، لا جديد في واقعنا القريب والبعيد ، لنبدأ من الصفر ، إذاً ، ولدينا كل ما هو جميل في هذا الوطن ، ونحول حياتنا إلى لغة أرقام ، بمنازلها العديدة . لنتخلص أولاً : من ثقافة الفيد الدخيلة ، من قِبل مِمَن ملكناهُم أمرِنا ، لان هذا رأس الحكمة ! ( أم سنرى نعمة العيش الرغيد تغيُراً على أجسادِهم ، وتراكُم اللحم والشحم ، والدمِ والسَمن ، في مَواطن لم نراها عند تقلدهم مناصِب حُكم شعب الوطن ) . لأن لدينا شجرةً مثمرةً ، ولكن نحتاج لمهندسٍ بارع ، لمن يرعاها ، الرعاية الصحيحة ، بالطرق العلمية الحديثة ، المبنية على تجارب إنسانية تطبيقية ، ، بتشذيبها أولاً : من أفرعها القديمة البالية التي لا وظيفة لها سواء حجب ضوء الشمس ( الحقيقة ) ، واعتمادها على أفرعها وأغصانها النظرة الطرية في حصولها على ما تحتاج ، دون أن تقدم لها سوى المنظر البشع ، ثم ، رعايتها ، بأتباع طرق ري حديثة دون تبذير ( ريالات محلية ، وليس صعبة .. بالتنقيط ) ، وتغذيتها بالأسمدة دون إسراف ، لما تحتاج إليه ، وأن يحميها من أية إصابات مرضية أو حشرية دخيلة ( بقوة القانون ) ، ليقوى أصَلُها ، وترتفع في السماء ، لتؤتي أكُلها كل حين ، بأذن ربها . ( حياتُنا عميقة كجبِ إخوة يوسف البريء ذي دُفِن ، قبل أن يمُت ، صباحُنا مسائُنا ظليم ، كجوف حوتٍ في بحرٍ عميقٍ أظلمُ . سمائُه كتيمه ليس فيها بصيصٍ من أملٍ للنظر ، مازلنا نُناقش ، نبحث من يُمول الطريق ، الصِحة والغاز ، والسكن . وضعُنا شبيه بنصف قرن قد مضى من حساب الزمن ، تشوهت حياتُنا بكذبكم ، وصبُرنا قد نَفذ . ندعو المولى العزيز أن يُعجِل ساعة النفير المُنتظر ، رحمة ًلشعبٍ طيبً يُصدِق ما يُقالُ لهُ ، ويُسَّطرُ ) .