أمل عياش الاخ وزير الثقافة.. الوضع الثقافي برمتة أصبح أثراً بعد عين، لم أضف الاعلام والسياحة لأن الثقافة شاملة لكل المجالات. نسمع من هنا وهناك ونرى منشورات من اشخاص غير إعلاميين، بأن هناك مهرجاناً للشباب في مجال المسرح، السؤال الذي يبرز هنا، أين خشبة المسرح المؤهلة لإقامة مهرجانات تليق بالاسم، هناك عروض مسرحية تُقدَم ولكنها لاتليق بعروض المهرجانات وإنما الهدف منها براءة ذمة وتصفية عهدة للجهة الداعمة، سواءً كانت الوزارة أو الصندوق أو مهرجان الشارقة. نعلم ويعلم الكل أن مجموعة من إدارة المهرجانات، ككل مرة وفي كل دورة، تتبادل الأدوار وكأن مدينة عدن خالية من الأكاديميين والمؤهلين والمبدعين وهكذا دواليك بالنسبة للاحتفالات الرسمية، تقدم حفلات تفتقر لجمال وروح الفن الذي تعودت آذاننا عليه وتقدم أغانٍ مكررة لفنانين كبار وتشوه من أصل الاغنية الحقيقة وهذه كارثة إذا ماتحدثنا عن أصل وتاريخ الفن اليمني العريق والأصيل، في ظل غياب المشرفين المؤهلين لتلك الحفلات. وهناك خبر عن إقامة فعاليات ودورات للفرق، وهنا نسأل: من يؤهل من؟! هل سنبحث عن الأكاديميين والمخضرمين؟ هل سنعيد للمعهد تاريخه العريق بعد أن اندثر في ظل المهاتراث وعدم تحمل المسؤلية بجدارة وإفساح المجال لإهدار المال العام؛ فمعهد رائد على مستوى الجزيرة العربية والخليج، كمعهد جميل غانم للفنون الجميلة، أوصدت أبوابه، عدن الفن والثقافة والإبداع، ينفر طلاب المعهد منه، رغم الميزانية المرصودة له. هل ستبحث عن أسباب معاناة المعهد بجدية وتحافظ على هذا الصرح الذي بذل في تطويره أساتدة كبار، في مختلف مجالات الفنون، عصارة أفكارهم وأسسوا منهجاً علمياً أكاديمياً ليضاهي معاهد بلدان أوروبية؟ وكانت أجيال مخرجاته تواصل دراستها التخصصية في معاهد فنية دولية، لتتم الاستفادة منها كمدرسين في المعهد. أم ستكتفي بعمل بروبجندا للمشاريع السطحية وهدر الملايين على القائمين عليها والنصيب الأقل (الفتات) للمبدعين؟ هل ستبحث عن معاناة المبدعين والفنانين والكتاب والشعراء؟ كما قلت لكم مسبقا،ً الوضع الثقافي برمته أثرٌ بعد عين.. الثقافة ليست رقصاً وحفلاً غنائياً وتطبيل.. الثقافة سلوك متوارث، في بيئة محيطة بنا. وعدن غنية بإرثها وثقافتها وحضارتها. وإذا تحدثنا عن عدن فالأصل هي عدن القديمة، مديرية صيرة، اذا وجد الاهتمام والضمير الحي ستكون مزاراً للعالم؛ فهي قلعة صيرة والصهاريج والمجلس التشريعي والمنارة والأسواق والمقاهي وغيرها الكثير من المعالم التاريخية. الاخ معمر الارياني.. أتيت إلى عدن وأنت تعرف أن هناك ركوداً ثقافياً ويعود السبب لإدارة غير واعية بقيمة هذا الإرث الفني والإبداعي الثقافي. هل ستغير من إدارتها للأفضل؟ الكل يبحث عن المناصب وليس البحث عن ماسيقدمه من ابداع ثقافي وفني. هل ستطبق المثل الذي يقول بالإدارة تبنى الحضارة او ستكتفي بمن دمروا ثقافة عدن؟!