أعلم جيدا أن كلمة الحق ثمنها غالي ، ولكنني لم أتعود علي الصمت علي ظلم ، وفداء لكلمة الحق تهون كل التضحيات. قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق عبارة يرددها الكثيرون بل لا يكاد أحد من متوسطي الثقافة وربما من هو دون من ذلك وهو يعرفها فهي في الوقت الذي تمثل عنوانًا كبيرًا الرحمة والإنسانية, إنما تمثل منهجًا لمدرسة إدارية عظيمة فاقت وتفوقت على الكثير من النظريات الغربية في الإدارة التقليدية والحديثة, فأهداف هذه العبارة ومراميها واضحة تتلخص في ايصاء المسلمين كافة, بل البشرية جمعاء, أن لا يقف احد عقبة أمام رزق أي إنسان, فقد يؤدي ذلك إلى إنهاء حياته, لان قطع الرزق يدفع في بعض الأحيان إلى الانحراف عن جادة الصواب والطريق القويم فيلجأ مرغمًا إلى السرقة وربما القتل واغتصاب الأموال العامة والخاصة فيؤدي ذلك إلى قطع عنقه وإنهاء حياته عقوبة لما اقترفه بعدما قطع عنه رزقه. لم يعد الرصيف في محافظة حضرموت ومدينتها الجميلة المكلا مجالا للمارة فقط ، بل أضحى سوقا للتجار يسعون من خلاله لتجاوز الأزمات الاقتصادية وغلاء المعيشة. والرصيف لم يتحول إلى ساحة لنشاط الباعة الجائلين من البسطاء فقط، بل بات أيضا انعكاسا لسلوك طبقات اجتماعية مختلفة بعد أن انضم إليها أبناء طبقات أخرى بحثا عن مورد رزق يسد رمقهم، وبعد أن أصبحت الأسر الفقيرة تعوّل على الابن أو البنت لتأمين لقمتها وتدفع بهما إلى العمل في الشارع رغم المخاطر. لم يكن بائع الخضار المتجول يعرف أن عددًا من مراقبي الأشغال العامة يترصدون له ومباغتته ومصادرة ممتلكاته وحمولتها من الخضراء تحت ذريعة محاربة ظاهرة البسطات التي تتخذ من بعض الشوارع موقعا لجلب انتباه المارة إلى بضائعهم: لبيعها وتأمين مستلزمات واحتياجات أسرهم في ظل أوضاع اقتصادية متردية وبطالة تتسع دائرتها بين فئة الشباب. وارى بان أهمية عمل لائحة تنظيمية للباعة المتجولين هذا الأيام مهمة جداً، في كونها تتضمن حقوقاً للبائع ومكتب الأشغال العامة بحضرموت نسال الله أن يحفظ حضرموت.