في الساعة السابعة صباحاً ، وصلني إتصال من والدها ، مليئ بالدموع والصراخ.. يتلعثم في نطق الكلمات ، ولم أفهم منه إلا كلمة "ماتت" وأغلق الخط !.. دعوت الله بأن يكون حلماً ، أو تشابه أسماء وأن الشخصية مختلفة ، دعوته كثيراً بأن يكون إتصال عبر الغلط ، أو مزحة من والدها.. هرعت فزعاً ورعشات الجسد ، لم تهدئ أتلفت يميناً ويساراً ، وصلت لمنزل "لارا" حيث كان هناك المنتهى، رأيت الكل ينحب بالبكاء ، والأصوات تتعالى الكل مفزوعاً ، ويصرخ و قشعرات الجسد لا تهجع.. تقدمت بخطوات الخوف، ودمعات الفقد وشهقات البكاء ، تتعالى وغصات الألم توخز ذاكرتي.. وجدت جسد حاضر منطفئ ، جبين بارد كالجليد ، تخالطه رائحة الكافور والريحان.. وعينان مغمضتان ، وإبتسامة تخبرك أنني أشعر بك ، لكنني لا أستطيع التعبير عن ذلك الآن، إنه غياب موجع.. اقتربت منها وقلبي يخفق بشدة ، ولم يسعني في ذلك الوقت إدراك ما يحدث.. ناديتها بإسمها "لارا" مراراً ولم تجبني ، وكأنها نائمة بعمق.. اقتربت منها أكثر ، وقبلت جبينها ودموعي تنهمر مني بلا شعور.. وناديتها "لارا" أنا صهيب ، أنا حبيبك أنا بجوارك يا "لارا" ، أنتِ تسمعني صح ؟ هيا إستيقضي لكنها أيضا لم ترد ، ولم تتغير تعابير وجهها.. فاحتضنت جسدها ، وشعرت بفراغ يملأ روحي لم أشعر به من قبل ، أنني افتقدها فعلاً.. ماذا يعني أن تحضن ، جسداً لا روح فيه.. إنك تحتضن قطعة ثلج ، تذوب وتختفي ممزوجة بكل الذكريات ، والحركات ، والسكنات التي لن تتكرر أبداً.. إن دموع أهل الأرض ، لا تعزي افتقادي لها ،وأنا متوسد حضنها ولا أسمع همسات قلبها كالعادة .. أدركت جيداً أن الموت ، فكرة أكبر من استيعاب العقل ، وتصديق القلب أنه حلم مزعج جداً حد الاختناق !.. هو الله الذي اهداني إياها ، وهو الله الذي أخذ هديته مني.. ربي إن روحي لا تكاد ، أن تهدى ربي صبرني. #موتكِ_فاجعة_وطن 2021-1-29