هناك مبالغات شديدة وغير منطقية في ردود الفعل لزيارة وفد المجلس الانتقالي لموسكو، مع ان مثل هكذا زيارات ينبغي لها أن تكون دورية ومستمرة وليست حدثًا جللًا ينبغي تضخيمه أو حتى مهاجمته بهذا الشكل. الانتقالي لاعب أساسي في المشهد وتفاهمات الرياض وضعته بشكل رسمي في قلب الصورة. لكن إلى جانب الانتقالي هناك قوى أخرى محلية وإقليمية تسعى أيضًا لصناعة تحالفات وهذا أمر طبيعي في السياسة. وبالمناسبة، الأم لما تشتي توزع لأولادها شي تقسمه قدامهم كلهم بالتساوي، لكن لما تشتي تخص واحد منهم بميزة تصيح له للمطبخ سكتة. التفاهمات الكبيرة تتم غالبًا بالسر وبزيارات غير معلنة. أما الزيارات تبع "الوفد المرافق له" و"استهلها بالترحيب بالحاضرين".. هي مجرد حفلة توزيع اهتمام علنية وتسجيل حضور، وإن بدا محايدًا. اتمنى أن تقوم الأصوات العاقلة في داخل المجلس وخارجه من المؤيدين، بالكف عن التهويل لأي خطوة يقوم بها من باب المحانكات، والأجدى السعي لمد المزيد من الجسور نحو الخارج، من الجيد التحليل الناضج لنتائج الزيارة والبناء عليها وتصحيح أي قصور ولعل أهمه "تهميش دور المرأة" داخل المجلس وهو أمر يجعلنا نتساءل عن شكل الدولة التي هو في صدد البحث عنها. لذا لا تحملوا الأمور أكبر من حجمها.. ولا تأخذوا التصريحات "من الطرفين" على ظاهرها.. ف "وراء الأكمة ما وراءها".