التقارير التي سبقت عودة مدرب ريال مدريد جوزيه مورينيو إلى تشلسي لم تغزو فقط الصفحات الرياضية في وسائل الإعلام، بل وصلت حتى إلى الصفحات الأولى لبعضها، كما فعلت "ذي صن" التي ادعت مؤخراً أنها رصدت البرتغالي جالساً مع مالك البلوز رومان إبراموفيتش حول مائدة العشاء في مطعم ايطالي بالقرب من ستامفورد بريدج. وفي الوقت الذي سيكون شيئاً مرحاً لعودة مورينيو إلى ستامفورد بريدج– ناهيك عما سيخلق من قصص عظيمة بالنسبة إلى وسائل الإعلام – إلا أن الخلاصة هي أن هذه الوسائل تؤمن ايماناً راسخاً بأن رأس المدرب البرتغالي سيكون مثقلاً بالصعوبات وسيتزعزع بهذه العودة .. وتعد أبرز الأسباب التي لا تساعد مورينيو على النجاح مجدداً :
ربما لا يستطيع تحقيق النجاح يتذكر الجميع، خصوصاً أنصار تشلسي، أن مورينيو، وبكل حق، بمثابة اسطورة للنادي، لذلك ما الفائدة من أن يكون هناك مرة أخرى؟ وإذا نجح فإن أسهمه لن ترتفع أكثر مما كانت عليه. وإذا فشل، فإنه قد يشوه سمعته إلى الأبد. وحتى لو فاز بلقب دوري أبطال أوروبا، فستكون بهجة النادي وجماهيره مجرد لمسة كما وصل الفريق إلى الذروة مع المدير الفني السابق روبرتو دي ماتيو في 2012.
اللاعبين الذين جعلوا مورينيو تشلسي عظيماً قد رحلوا، أو خبت جذور شهرة جميعهم
رحل ديديه دروغبا منذ فترة طويلة. وأصبحت ذكريات كلود ماكيليلي ومايكل إيسين تتلاشى بسرعة. وما خسره جون تيري من ناحية السرعة استبدلها بالخلافات غير المرحب بها. وقد لا يستفاد من خدمات المخضرمفرانك لامبارد الذي جدد عقده لمدة موسم آخر.
هل هو مخاطر للعمل مع إبراموفيتش مرة أخرى؟ أُجبر مورينيو على ترك تشلسي في 2007 على رغم فوزه بخمسة بطولات في ثلاثة مواسم. ومنذ ذلك الحين وصل إلى ستامفورد بريدج 8 من نظرائه المختلفين لإدارة مهمته. وبالنظر إلى الأعمال التي قام بها قطب النفط الروسي، فإنه كان أقل صبراً بدلاً من أن يكون أكثر.
ويمكن أن يتوقع مورينيو معاملة مماثلة لتلك التي تلقاها فابيو كابيلو في ريال مدريد، فقد تمت إقالته في 1997 على رغم فوزه بلقب الليغا. ومنح الايطالي فرصة أخرى عندما عاد بعد عشر سنوات إلى سانتياغو برنابيو مرة أخرى، واقيل أيضاً على رغم فوزه بلقب الدوري الاسباني.
لا للعودة أبداً العودة في كرة القدم لا تنجح أبداً. حيث أن الجميع، من المدير الفني السابق في كريستال بالاس ستيف كوبل إلى اسطورة ليفربول كيني دالغليش، يؤكدون ذلك. فقد كانت حكاية عودة الاسكتلندي مديراً فنياً في أنفليد كابوساً مريعاً. حتى أن الصحف الاسبانية كانت تتحدث عن ذلك، تماماً مثل نظيراتها في بريطانيا. ويمكن أن يختصرها المرء تقريباً إلى "الأعمال الثانية لن تكن جيدة أبداً".
كيف يمكن أن يستحوذ على مهمته السابقة جلب جوزيه مورينيو في الفترة الأولى التي قضاها مع تشلسي الكثير من الأفكار الجديدة. وستكون الآن بعض من المهماته السابقة منافسة له. حيث سيكون العضو الكشفي السابق أندريه فيلاش – بواش خصمه المحلي في توتنهام بعدما أهدر فترة في تشلسي. في حين مساعده ذات يوم في ستامفورد بريدج ستيف كلارك هو المدير الفني الحالي في وست بروميتش ألبيون. أما برندن رودجرز، رئيس المدربين للشباب في أكاديمية تشلسي خلال فترة وجود البرتغالي، فقد ترقى إلى منصب المدير الفني في ليفربول. وأي واحد من هؤلاء قد يستطيع من إلحاق أكثر من هزيمة لزميلهم القديم.
الإعلام لن يكن لطيفاً عندما يتذكر يعتقد مورينيو بأن الصحافة الاسبانية والايطالية ليستا نزيهتان كما هي الحال في المملكة المتحدة. ربما الغياب يجعل العقل أكثر حناناً ومتسامحاً. نعم، لأن كلها تطالبه الآن بالعودة إلى انكلترا. إلا أن السبب هو زيادة بيع مطبوعاتها. لأن الشيء المثير للجدل هو أن البيع أفضل من النجاح.
ووسائل الإعلام البريطانية قطعاً راسخة الآن في عصر الشبكات الاجتماعية، وستذهب إلى أي بلدة من أجل شيء مثير للجدل قد يقوله مورينيو أو يفعله. إلا أنه سيبقى أن نرى ما إذا كان البرتغالي سيحب التغطية بعد بضعة أشهر من عودته الكثيفة.