قال مسؤولون بالأممالمتحدة إن هجوم جماعة الحوثي في اليمن للسيطرة على مدينة مأرب، المعقل الأخير للحكومة المعترف بها دوليا، يهدد بتشريد مئات الآلاف وتعقيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب. وتمثل منطقة مأرب الغنية بالغاز ملاذا لمئات الآلاف الذين فروا من العنف خلال الحرب اليمنية المستمرة منذ نحو ست سنوات، فيما زاد عدد سكان المدينة الرئيسية هناك سريعا.
وقال مسؤول حكومي لرويترز إن خط الجبهة بات الآن على بعد حوالي 30 كيلومترا إلى الغرب من المدينة، وتتنامي المخاوف الإنسانية.
وقال مسؤول المساعدات بالأممالمتحدة مارك لوكوك يوم الثلاثاء "الهجوم على المدينة سيعرض مليوني مدني للخطر، حيث قد يضطر مئات الآلاف للفرار، بما لذلك من عواقب إنسانية لا يمكن تصورها".
ويأتي تقدم الحوثيين صوب مأرب تزامنا مع تكثيفهم الهجمات بالطائرات المسيرة على السعودية. وقالت الرياض، التي تقود تحالفا يقاتل الجماعة المتحالفة مع إيران، إن هجوما تسبب في اشتعال النار في طائرة مدنية في مطار بجنوب المملكة يوم الأربعاء.
وتزامن التصعيد مع جهود جديدة للأمم المتحدةوالولاياتالمتحدة لإنهاء الحرب التي تقول المنظمة الدولية إنها تسببت في أكبر أزمة إنسانية في العالم. وشملت تلك الجهود رفع الولاياتالمتحدة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية والذي كانت قد وضعته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في يناير كانون الثاني.
وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص باليمن مارتن جريفيث إن استئناف الحوثيين للعمليات العسكرية مبعث قلق شديد في وقت تجددت فيه المساعي الدبلوماسية.
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية الحوثيين يوم الثلاثاء إلى وقف التقدم صوب مأرب، والعودة إلى المفاوضات.
* انفجارات
قال وزير الإعلام اليمني إن هجمات الحوثيين في الأيام القليلة الماضية أصابت مخيمات للنازحين، مما دفع الناس للفرار.
وقال نجيب السعدي رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة، لرويترز إن قوات الحوثيين أصابت أربعة مخيمات إلى الشرق من مدينة مأرب أمس الاثنين. وأضاف أنه تم إخلاء موقعين تماما.
وأبلغ سكان بالمدينة، الواقعة إلى الشرق من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، رويترز يوم الثلاثاء أنهم سمعوا أصوات انفجارات هذا الأسبوع، كانت أشد قوة خلال الليل، وأن طائرات التحالف بقيادة السعودية تحلق باستمرار في الأجواء.
وخطوط الجبهة في اليمن ثابتة منذ سنوات، لكن تحقيق الحوثيين مكسبا كبيرا في مأرب سيجعل الجماعة تسيطر على ما يعرف تاريخيا باليمن الشمالي. ومدينة مأرب أيضا هي آخر خط دفاعي قبل حقوق الغاز والنفط اليمنية الكبرى، والخاضعة لسيطرة الحكومة.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إن القتال المحتدم منذ عام على خطوط الجبهة عند مأرب شرد 106449 شخصا.
وحذرت المنظمة من إمكانية أن يؤدي أي تغير كبير في خط الجبهة إلى تشريد 385 ألفا آخرين. وتقول إن هناك 125 موقعا للنازحين حول مأرب.