يتسابق الطرفان المتصارعان في اليمن على كسب المعركة الضارية الدائرة في مأرب ويكون هو صاحب القرار السياسي الذي على إثره سيعلن المجتمع الدولي وقف تام لحرب اليمن وانسحاب القوات الأجنبية منها، ليقوم الطرف المنتصر بعد ذلك لتطبيع الحياة وإنهاء آثار الحرب الطويلة ليس في مأرب وحسب، وإنما في كل اليمن. يبدو أن الحوثيين يسابقون الأحداث في هذه مسألة السيطرة على مأرب التي طالما كانت تحت سيطرة الجيش الوطني اليمني ولم يتقدم صوب صنعاء ليمتلك القرار السياسي والنهائي كي يعلن وقف الحرب وإنهاء آثارها وتطبيع الحياة في اليمن. فإذا سقطت مأرب بيد الحوثيين يصبح الجيش الوطني اليمني بين خيارين ، أولهما الاستسلام ويعلن الطرف الحوثي المنتصر عفوا عاما شاملا على كل الوحدات المستسلمة. والثاني فراره من مأرب إلى المنطقة الرابعة والممتدة في حضرموت الوادي والصحراء وشبوة وربما حتى شقرة وسيعتبرها الطرف الحوثي قوات أجنبية تنسحب من أراضيه اليمنية. هذه القوات وزير دفاعها عضو في حكومة المناصفة في الجنوب محسوبة عليها حتى في السلم وفي حال انعدام الحاجة إليها لأنها تتبع النصف الشمالي في حكومة المناصفة. ولا يمكن اعتبارها قوات أجنبية عليها مغادرة الجنوب إلا في حال إعلان قيام دولة الجنوب كدولة يحكمها المجلس الانتقالي الجنوبي مقابلة لدولة اليمن التي يحكمها الحوثيون. ومن الآن وصاعدا يتعين علينا وعلى التحالف العربي وضع حساب لهذه المسألة وإيجاد مخرج لهذه القوات .