كتبها/ هشام الحاج: تصادفنا بعد أيام أربعينية الشيخ والعلامة محمد صالح رجب محمد حسين سفياني والذي ولد في بيت آل مجلي اخوال امه في الضبيات عام 1354هجرية، حيث حفظ القران الكريم على يد والدته المغفور لها "منتهى علي ابوبكر القاضي" والتي توفت وهو في السادسة من عمره. وبعدها تنقل مع جده القاضي وتتلمذ على يديه وكان جده قاضي سلطنة الحواشب بمحافظة لحج، وبعد وفاة جده رافق والده إلى مدينة عدن بعد حرب الطليان وكان والده كان يعمل جنديا مع الإنجليز وهو عمره (11) عاما ليعيش الراحل العلامة محمد صالح رجب منذ طفولته هزيل الجسم ومن ثم انتقل للعمل مع والده في تجارة الجمال من وسط اليمن إلى عدن وبعدها طلب العلم في كل من عدن وقعطبة وجبله على يد فقهاء الشافعية مثل حميد عقيل والفقيه قاسم سروري والعلامة عبدالرحيم الاهدل والعلامة الباحميش والعلامة البيحاني والعلامة عبدالرحمن الشرماني والشيخ أحمد الضوراني اللحجي وقاسم غالب وغيرهم. وتأثر العلامة الشيخ محمد صالح رجب بشيوخ المناضلين واولهم السيد محمد عبيد عمر الحوشبي الردفاني والشيخ علي صالح الشاعري المنفي إلى مدينة الشحر بحضرموت من المستعمرة البريطانية وكان له اثر كبيرا في المحافظات الغربية الجنوبية تعزلحجعدن الضالع بعلمه وخلقه وسيرته العطرة. وفي عهد الرئيس قحطان الشعبي تعرض للسجن وتم مصادرة ممتلكاته وممتلكات اسرته، حيث له من الإناث (6) و (6) ذكور. وكان العلامة الراحل مثال وقدوة في الزهد والورع والأخلاق الحميدة والصبر بشهادة كل من شاهده وعايشه وعرفه أو تعامل معه، ومات العلامة الشيخ محمد صالح رجب وهو لا يورث لأولاده أي راتب ولا منزل خاص بهم ولا ممتلكات عامة أو أراضي وعقارات، وقد كان رحمة الله عليه يعتمد هو وأفراد أسرته على ما يتحصل عليه من عقود الزواج ويعطي جزء منها للفقراء والمحتاجين، حيث أنه كان قاضي شرعي وذلك بشهادة الجميع. وخلال فترة الحكم الشمولي كان يتعرض منزله باستمرار للرمي بالحجارة ولم يشكو حينها لأحد واحتسب الثواب الأجر والثواب اقتداءا بسيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما رجموه اهل الطائفبالحجارة، من ثم عمل بمساعدة اهل الخير وبعض التجار بعدن وامير دولة الكويت على تأسيس معهد النور الأهلي لتحفيظ القران في مسجد النور بإشراف السيد الحاج محمد علي عبده رحمة الله عليه "جد كاتب هذا المقال" والذي أسس وبنى جامع النور بمديرية الشيخ عثمان. عمل شيخنا رحمة الله عليه في العام 1966م في صندوق معهد النور التعليمي لتحفيظ القران الكريم والمشهود له كمعلما ومؤذنا ومقام إمام مسجد النور وقاضي شرعي حتى قبيل وفاته بعامين. خلال مسيرته الحافلة بالعطاء والعلم والمعرفة عمل بأمانة العلم والعمل ومفسرا فقهيا وخطيبا وكاتب شرعي وموجه لطلبة العلم ومواسيا لهم ليلهم بصيرتهم كعالم رباني، ومن تلاميذه علي بارويس وأحمد علي بالو والدكتور محمد عوض صلاح العولقي وأحمد الهوام الشعيبي ومحمد مرعي بن بريك ومحمد الخدشي وحسن العقربي وجمال الحبتور وناصر عوض اليافعي. اخيرا نقول إن العلامة الشيخ محمد صالح رجب رحمة الله عليه رحل طيب الذكر ولم يسئ لأحد وكان الجميع يكنون له كل الحب والتقدير والاحترام لزهده وورعه ودماثة أخلاقه...