ليس كغيرها من المواد هي مادة اللغة العربية التي حظيت باهتمام بالغ لدي ، منذ مرحلة التعليم الأساسي ، ويعود السبب في ذلك إلى معلم هذه المادة المحببة إلى قلبي يوم أن كان يُجري تقييمًا لنا بعد كل وحدة دراسية في النحو كتطبيق للدروس المأخوذة ، إذ كان ياخذ كراسات التطبيق ويضع لنا الدرجات المناسبة مع عبارة شكر وتحفيز للمتفوق في إجابته، كانت تلك العبارات لها جرسها ووقعها الخاص في النفوس اذ تجعل الواحد منا مباهيًا أقرانه بها ولن يلام لو طار فرحا بما كتبه له معلمه. ومن هناك بدأت قصة الحب الغامر الذي تملك إحساس هذا الطالب ، واستقر في كيانه حتى كتابة هذه الأسطر وسيزال . أما عند قيامي بأداء مهامي التدريسية بعد خروجي من معهد المعلمين ، فقد كنت أتقمص شخصية ذلك المعلم ، وأسقط كل حركاته وأساليبه في أدائي ، ومع مختلف المراحل التعليمية التي درستها ، سواء أكانت في المرحلة الأساسية أم الإعدادية والثانوية ولم أنسَ بعضاً منها حاليا في تدريسي الجامعي. ولو لم تكن الظروف الاقتصادية هي التي جعلتني اتجه الى تخصص آخر في دراستي الجامعية ، كون هذا التخصص يتطلب حضورًا ودوامًا إلزاميًا بشكل يومي ، لتوجهت اليها دون تردد ولحققت ربما أعلى المراكز ان لم تكن الأولى طبعا ، اذ أنني عندما تقدمت لاختبار القبول تفوقت في خياري الدراسة واللذَين تمثلا بقسم اللغة وقسم الإعلام فاخترت الإعلام للسبب الوارد ، إذ كان هناك نوع من التساهل في إلزامية الحضور بقسم الإعلام حسب زملاء أفادوني بذلك حينها. الجدير ذكره هنا أني استمتعت بتدريس هذه المادة ، وأحس طلابي بذلك بل قرؤوا مشاعري عند تدريسها فحدث التأثر والتأثير ، وهذا ما أفصحت به إحدى طالباتي يوم أن وجدتها في كلية اللغة العربية قائلة بعد التحية : بسببك أستاذي دخلت هذا القسم ، إذ لم تكن الوحيدة فهناك آخرون افصحوا بذلك ولله الحمد والمنة وبالله التوفيق .