وُلدن الجميلات ليَكُنَّ نقطة توازن بين نساء الكوكب، وحتى لا تتقاتل النساء الأخريات فيما بينهن بدافع الغيرة .. وُلدن ليُنرن شوارع المدينة ويُزينَّها بطريقتهن الخاصة، وليضفن للحياة حياة.!! الفقيرات هن الجميلات لأنهن يثقن بجمالهن، ولا يلجأن للطلاء الخادع والألوان الزائفة، لأنهم قنوعات بما آتاهن الله من جمال. لن تُضيف النوتيلا والمكسرات والشخابيط جمالاً إلى الفتيات اللاتي يعتدن شراءها، ولن تفيدهن الملابس والمجوهرات والهدايا، لأن ذلك لم يكن يوماً ميزاناً للجمال والحب. تمُر في شوارع المدينة، ملتويةٌ على مبانيها ومحلاتها التجارية ووجهها مليءٌ بالألوان والشخابيط كسبورة الصف، ترش من العطور أجملها، ومن الألوان أغلاها ثمناً على أمل أن تغرينا بها؛ لا تعلم أن الله وعدنا بالجنة ولا زلنا مقصرين مقصرين.!! أنا أرى أن الجمال الحقيقي مسكنه في تلك الفئة الفقيرة المتعففة التي لا تعرف النوتيلا والألوان الخادعة، لأن الجمال لا يكمن في المنزلة التي يتبؤها الفرد وبحجم ماله ومنصبه، بل بما يحزره من أخلاقٍ وصفات حسنه. وحدهن .. إذا تجولنّ في شوارع المدينة .. يخجل الرصيف، وبعجلةٍ شديدة يحاول أن يستبدل ملابسه بالحرير والورد، تسيل لعاب العشاق، يتزاحم العامة، تصطدم المباني بالمباني، تندهش إشارة المرور، يسقط عمود الكهرباء مغشياً عليه، تغيب الشمس لتترك مهمة الإنارة عليها، يتزاحم أصحاب المحلات ليكحّلون أعينهم بذلك الجمال المنساب على حُفر الشوارع. الفقيرات هن الجميلات ..