شاب من أبناء الريف بيطري. ناس جاءوا بنعجة تعسرة في الولادة. قال لهم: النعجة تحتاج لعملية قيصرية، قالوا له انت الدكتور. وبعد العملية خرج عليهم ليسالوه كيف النعجة؟ قال: العملية ناجحة.. لكن النعجة ماتت. هذا حال من يدافع عن تلك الأنظمة التي حكمت اليمن شماله وجنوبه. لا ينظرون إلى المحصلة النهائية، كيف وصل حال اليمن. تلك القيادات كانوا ربان السفينة فشلوا في قيادتها إلى بر الأمان فغرقت.
عندما رفع أبناء الجنوب صور علي سالم البيض وصور قيادات جنوبية قد قتلت مثل علي عنتر علمت أنها رجعية للفشل، لا تختلف عن رجعية الشمال إلى السلالية إلا في الشعارات.
لكي لايكون الحديث نظري، مثلاً.. الدعوة الأخيرة من قبل صالح فريد وآخرين لتشكيل تحالف شعاره "شبوة أولا". الفكرة! جيدة. لكن الأهم ما هي الوسيلة لتحقيق ذلك؟
عادة يكون تشكيل التكوينات السياسية عبر التعين، ثم يدعون كذبا وزورا أنها تمثل الشعب، هذا ما حدث مع المجلس الإنتقالي وغيره. فهل يحدث مع تحالف "شبوة اولاً"، أم أن المجالس المحلية لهذا التحالف سوف تتكون عبر آلية ديمقراطية، مثلا تجميع التواقيع؟
لا أعتقد أن أصحاب ذلك البيان "شبوة اولاً" يميلون لمثل هذا الاقتراح. لكن هل للمواطنين القدرة على فرض مثل هذة التغيرات؟ للأسف انا أشك في ذلك. الكثير يقيم الفكرة من خلال تقيم شخوص أصحاب الفكرة. البعض يطالب بتحديد اجندات تلك الدعوة سلفا.. هذا كله خطأ. إذا كان الأعضاء تم ترشيحهم من خلال التعين فسوف تفرض أجندات الزعيم أو "الكفيل"، إذا تم الترشيح بطريقة ديمقراطية فسوف تفرض أجندتها التي تعكس رأي من اختارها "المواطن". البعض يريد أن يضع العربة أمام الحصان. السبب ثقافتنا الموروثة، نريد من يحدد لنا الأهداف والاجندات وحتى الوسائل للوصول إلى تلك الأهداف "سياسة القطيع".
ختاما.. حديثي ليس عن تجمع سياسي بعينه، إنما عن ثقافتنا الموروثة ثقافة الزعيم، وسير سير وإحنا بعدك بالمسير. عن عجزنا كمواطنين في فرض التغيير عبرة مبادرات محلية ذاتية.